-عن الزاوية
الريسونية
استقبلت الزاوية الريسونية عصر يوم
السبت 28 دجنبر 2024 بقرية تازروت إقليم العرائش، المئات من ممثلي قبيلة الأخماس
وأعيان وشيوخ القبائل الجبلية، وعدد من المنتخبين.
وتأتي هذه الزيارة التي دأبت عليها
"القبيلة" للتوجه إلى الله الكريم بصدق النية وصفاء الطوية وترتيل
القرآن الكريم وكثرة الاستغفار والصلاة على نبيه المصطفى الأمين صلى الله عليه
وآله وسلم، وذلك لطلب الغيث بأن يسقينا مطر الخير لينفع به البلاد والعباد، كما
أنها مناسبة لصلة الرحم وتعزيز عرى المحبة في الله، وفرصة للتزاور والتناصح
والتآخي، مما يرسخ القيم الأخلاقية والمُثل السامية للمسلمين وكذلك للدعاء وتجديد
البيعة والولاء لمولانا أمير المومنين جلالة الملك سيدي محمد السادس نصره الله.
وفي كلمة ترحيبية، عبر الشرفاء
الريسونيون عن فرحتهم بهذه الزيارة الميمونة، حيث أعرب الدكتور جمال الدين بن علي
الريسوني باسم الزاوية الريسونية وشيخها مولاي علي الريسوني، على سعادتهم بهذا
الموكب السنوي المبارك ومؤكدا لممثلي قبيلة الأخماس أن الزاوية الريسونية ستظل في
خدمتهم واستقبالهم إلى قيام الساعة بعون الله تعالى، وذلك بحضور الشريف الأستاذ
أحمد بن عبد العزيز الريسوني الذي فتح داره لإطعام واستقبال عدد من الوافدين،
والشريف الفقيه نور الدين بن الغزواني الريسوني مقدم الزاوية، والشريف الأستاذ
فريد الريسوني وآخرين.
كما أن هذه الزيارة تعكس متانة الروابط
وترسخ مفهوم صلة الرحم بين تلك القرى والمداشر وبين الزاوية الريسونية، وذلك وفاء
للعهود وتمسكا بثوابتنا الدينية والوطنية، حيث تمتد هذه العلاقات لقرون كثيرة جمعت
الأسلاف والأجداد في معركة وادي المخازن عام 1578 بقيادة الشيخ امحمد ابن ريسون
رضي الله عنه المتوفى عام 1018هـ/1609م.
وتتضمن الزيارة، عقد مجالس الذكر
والتذكير من إخراج السلك القرآنية والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ودروس الوعظ والإرشاد والمديح النبوي والسماع الصوفي، وإخراج الصدقات، وبسط موائد
الإطعام لكل الحاضرين استرشادا بقوله تعالى "وأطعمهم من جوع وآمنهم من
خوف".
ويتشكل الموكب من حفاظ القرآن الكريم
حاملين الرايات والأعلام الممثلة لقبيلة الأخماس وهم خمسة بُطون تُشكل القبيلة،
تتوسطهم فرقة "البواردية" والغيطة الجبلية التقليدية.
وانتقل ممثلو "القبيلة" يومه
الأحد إلى ضريح مولاي عبد السلام ابن مشيش، ليتم ختام هذه الزيارة على العادة
المُتبعة بشفشاون، حيث ستسقبلهم الزاوية الريسونية بعون الله يوم الإثنين 30 دجنبر
2024، إذ يخرج أهالي المدينة وأطفالها ونساءها وشيوخها لاستقبال وفد القبيلة، حيث
يقوم شيخ الزاوية الريسونية حفظه الله بالترحيب بهم في دار الزاوية وإيوائهم بها
وحضهم على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وحثهم
على الإنتاج الفلاحي والزراعي والعناية بالأشجار والثمار بما يعود بالنفع على
بلادنا المغربية، إضافة إلى الاستقبال الرسمي الذي يخصهم به السيد المحترم عامل
إقليم شفشاون بجانب السادة المحترمون: رئيس المجلس العلمي ومندوب الشؤون الإسلامية
وناظر الأوقاف.
وتعتبر زيارة شفشاون، مظهرا من مظاهر
التلاقح بين "القبيلة" و "المدينة" حيث تختلط الوفود الجبلية
مع سكان المدينة والسياح الأجانب في مشهد مهيب بساحة وطاء الحمام القلب النابض
للمدينة.
حفظ الله مولانا أمير المومنين جلالة الملك سيدي محمد السادس نصره الله، وأقر عينه بصاحب السمو الملكي ولي العهد المحبوب الأمير الجليل مولاي الحسن وحفظه في كافة أسرته العلوية المنيفة وشعبه المغربي والأمة الاسلامية قاطبة إنه سميع مجيب.