بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى
إلى أهل فاس الجديد وإلى الأسرة الرياضية عامة، رحيل أحد أهرامات التسيير الرياضي،
الرجل الكبير، الحاج عبدالقادر التاجموعتي، رئيس فريق الوداد الفاسي السابق، الذي
غادرنا إلى دار البقاء تاركًا وراءه إرثًا غنيًا بالقيم والعمل الجاد.
لقد كان المرحوم الحاج عبدالقادر رمزًا
للتفاني والإخلاص في خدمته لكرة القدم الفاسية، وقائدًا ملهمًا لجيل من الرياضيين
والمحبين. ظل طوال سنوات من الزمن الجميل يحمل لواء فريقه بكل حزم وإصرار، متحديًا
الصعاب ومؤمنًا بضرورة النهوض بالرياضة كأداة للتربية والتطوير المجتمعي. كانت
شخصيته المثقفة والمحترمة نموذجًا يُحتذى به في التسيير والإدارة، حيث ظل مدافعًا
عن القيم النبيلة التي تُعلي من شأن الإنسان قبل الكرة.
لم يكن الحاج عبدالقادر مجرد رئيس
لفريق الوداد الفاسي، بل كان أبًا روحيًا لكل "الوافويين"، داعمًا لهم
ومتفهمًا لقضاياهم، يقدم النصيحة الصادقة والمساعدة المخلصة دون انتظار مقابل. كان
قلبه وبيته مفتوحين للجميع، وكان حضوره مصدرا للطمأنينة وقوة مساعدة مواجهة
التحديات ، وتدليل الصعاب والعقبات.
فقدانه اليوم خسارة عظيمة ليس فقط
للرياضة الفاسية ولكن أيضًا لكل الرياضيين عبر الوطن ، والذين هم اليوم لا يودّعنه
بقلوب يملؤها الألم، وعيون تفيض بالدموع، كمسير رياضي عرفوه وأحبوه ، لكنهم
يودعونه ككتف مثقفة محترمة مؤمنة بالقيم
الكروية ومدافعة عنها وداعية
إليها، كانوا يجدون فيها التفهم والاستيعاب والنصح والدعم على مواجهة المشاكل
الكروية دون انتظار لشكر أو جزاء تغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم
أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
لله ما أعطى ولله ما أخذ، نسأل الله أن
يجعل ما قدمه من خير وعطاء شفيعًا له يوم اللقاء، وأن يرزق أهله جميل الصبر وحسن
العزاء.
حميد طولست