adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/10/18 - 10:30 ص

يعاني سكان منطقة عين الشكاك، الواقعة بإقليم صفرو، من تدهور واضح في البنية التحتية والخدمات الأساسية، وهو ما جعل الحياة اليومية للمواطنين أكثر صعوبة؛ رغم الموقع الجغرافي المميز للمنطقة وطبيعتها الزراعية الغنية، إلا أن التهميش وقلة الاهتمام من الجهات المعنية أسهما في تفاقم معاناة السكان.

تشكل الطرقات المهترئة أحد أبرز المشاكل التي تواجه سكان عين الشكاك، الشوارع الرئيسية والفرعية مملوءة بالحفر، وهو ما يعيق تنقل المواطنين بشكل يومي، سواء للوصول إلى مراكز العمل أو المدارس أو حتى المرافق الصحية. وقد تسبب هذا الوضع في تزايد حوادث السير، وأصبح التنقل أمراً محفوفا بالمخاطر، خاصة في فصل الشتاء حيث تزداد الطرقات تدهوراً بفعل الأمطار.

فيما يتعلق بالخدمات الصحية، يواجه المواطنون صعوبات بالغة في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، المركز الصحي الوحيد في المنطقة يعاني من نقص كبير في التجهيزات الطبية، مما يضطر العديد من السكان للتوجه إلى المدن المجاورة مثل صفرو أو فاس، حيث تتوفر مرافق صحية أفضل، إلا أن هذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، وأحياناً يؤدي إلى تفاقم الحالات الصحية، ناهيك عن عدم توفر المركز الصحي في غالب الأحيان على الأدوية، التي يفترض أن تكون رفيقة مرضى الأمراض المزمنة؛ خاصة أدوية مرضى السكري، الضغط الدموي...، وهو ما يجعل الأطر الصحية بالمركز في حرج أمام مرضى الأمراض المزمنة.

على صعيد التعليم، لا تزال عين الشكاك تعاني من نقص في المؤسسات التعليمية، خصوصا في القرى المجاورة، القاعات الدراسية المتوفرة في بعض المدارس الابتدائية لا تلبي احتياجات العدد المتزايد من التلاميذ، مما يضطر العديد منهم إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مؤسسات تعليمية في مناطق أخرى، كما أن نقص التجهيزات والموارد التعليمية يزيد من ضعف جودة التعليم المقدم، وهو ما يؤثر على مستقبل الجيل الصاعد.

ويعد مشكل النقل.. هم يومي بالنسبة للمواطن العين الشكاكي، فمن من بين أكبر المشاكل التي تؤرق سكان عين الشكاك هي مسألة النقل، خاصة باتجاه مدينة فاس.

فكل يوم، يقف العشرات من السكان في طوابير طويلة بانتظار وسيلة نقل تقلهم إلى فاس لقضاء مآربهم، سواء لأغراض العمل، الدراسة، أو الحصول على خدمات صحية، هذا الانتظار قد يستغرق ساعات، نظرا لقلة وسائل النقل المتوفرة وضعف البنية التحتية التي تزيد من تعقيد الأمور، ويعكس هذا الواقع الشعور بالإحباط لدى السكان، الذين يعتبرون أن ارتباط عين الشكاك التاريخي بمدينة فاس يجعل من الضروري تحسين خدمات النقل بين المنطقة والعاصمة العلمية.

إضافة إلى ذلك، يرى العديد من المواطنين أن التقسيم الترابي الذي يضع عين الشكاك إداريا تحت إقليم صفرو يعد مجحفا بحقهم، حيث أن احتياجاتهم وخدماتهم ترتبط في الغالب بمدينة فاس، التي تبعد عنهم بمسافة قصيرة نسبيا، بينما يجدون أنفسهم مجبرين على التوجه إلى صفرو لأمور إدارية؛ رغم عدم وجود ارتباط يومي وثيق بهذه المدينة.

يأمل سكان عين الشكاك أن يتم التفاعل مع مطالبهم بشكل جدي من طرف الجهات المسؤولة، ويطالبون بتحسين البنية التحتية، وتوفير خدمات صحية وتعليمية ونقل يليق بكرامتهم كمواطنين.

فبدون تدخل عاجل وحلول ملموسة، سيستمر الوضع في التدهور، مما سيزيد من معاناة السكان وسيؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

ختاما، تظل عين الشكاك منطقة تمتلك إمكانيات طبيعية وبشرية كبيرة، إلا أن الحاجة ماسة إلى تدخل مستعجل وفعال لتحسين جودة الحياة وتقديم خدمات أساسية، بما في ذلك تحسين النقل، لتحقيق التنمية المستدامة في هذا الجزء من إقليم صفرو.





Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم