adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/10/18 - 9:48 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

تمهيد: من خلال كلمة محمد أوزين، خلال مناقشة لجنة التعليم والثقافة بمجلس النواب ،ليوم الثلاثاء لحصيلة المشاركة المغربية بأولمبياد باريس2024-

يقال أن العيب في دراسة التاريخ هو أننا حين نطالع صفحاته لا نبحث إلا عن أنباء الانتصارات والهزائم ، بينما دراسة التاريخ شيء آخر، وهي التعرف  على المقدمات والاستراتيجيات التي انتظمت حتى انتهت بالنصر أو الهزيمة ، وتحليلها تحليلا كافيا يمكن من فهم الدروس والعبر التي يمكن أن تنطبق على الحاضر والمستقبل ، ولا تكمن في النتائج فقط ، بل في العمليات والتطورات التي قادت إليها ، وفي جميع المجالات ، بما فيها المجال الرياضي ، حيث تتم دراسة وضع أي محفل رياضي ومعرفة أسباب عدم تحقيقه للنجاح ، من أجل العمل على تصحيحه ، ليحقق الانتصارات في المناسبات المقبلة، الأمر الذي كنا نتوقع حدوثه مباشرة بعد الذي عرفته  دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس، والتي لم يتمكن المغرب من وضع أية بصمة فيها، وخرج خالي الوفاض في جميع الرياضات عدى كرة القدم المركز عليها وحدها على حساب باقي الألعاب الرياضية الأخرى ، والتي عرفت جامعاتها غيابا خطيرا في تحقيق النجاح فن الأنشطة الرياضية ، ما أثر بشكل واضح في الكثير من  أنديتها التي لم تسهم في اكتشاف المواهب ، سواء في الدورات المدرسية وغيرها ...،  وكأن بلدنا وصلت إلى مرحلة العقم في إنجاب المواهبة في مختلف الألعاب ، بينما تكمن المعضلة في تقاعس الجامعات وعدم استعدادها لتجهيز رياضي طويل المد يمكن من تحقيق النجاحات ، وتهافتها على الأهداف السهلة والإنجازات السريعة والآنية التي  تحسب في سجلها الإداري، التي تدفعها لإهمال مستقبل الرياضة، وتضييع المواهب ،ما يفرض تدخلاً عاجلاً، عبر وضع استراتيجية لتصحيح الطريقة الحالية التي تدار بها الألعاب الرياضية التي لا يمكن أن تنجح إطلاقاً من المشاريع القصيرة المدى، لأن تجهيز البطل الأولمبي يحتاج إلى متابعة الرياضيين، وإعدادهم في سن صغيرة جداً تبدأ من الطفولة، كما هو حال تجارب الجامعات الأوروبية التي نجحت في الأولمبياد الأخير، بدل غياب التخطيط والنفس الطويل والعمل الممنهج المبني على الاستراتيجيات الواضحة، والذي يقف عائقاً أمام نمو رياضيينا والاهتمام بمواهبنا، وتلخيص إشكالية وفرتهم أقلتها في اتهام الوطن بشكل غير منطقي بالعقم في إنجاب المواهب ..الأمر الخطير الذي هاجم بسببه محمد أوزين، -النائب البرلماني والأمين العام لحزب الحركة الشعبية- وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، - خلال اجتماع للجنة التعليم والثقافة بمجلس النواب،ليوم الثلاثاء لمناقشة حصيلة المشاركة المغربية بأولمبياد باريس2024- مطالبا بتعديل حكومي لتصحيح خطأ المزاوجة بين التعليم والرياضة باعتباره "عقد قران ضد الطبيعة" لا يمكنه أن ينتج إلا العقم ..  مؤكدا على أهمية التوازن بين التعليم والرياضة ، بحيث يكون لكل منهما دوره في تطوير الفرد بشكل شامل، دون التضحية بأحد الجوانب لصالح الآخر، من خلال الدمج بين مجالي التعليم والرياضة ، الذي يتم بعيدا عن أي خطة شاملة أو نظام فعال لتطوير المواهب الرياضية المحلية من داخل البلاد ، خارج إطار أي رؤية استراتيجية رياضية وطنية ، التي لا يكتب لها النجاح إلا  من خلال دمقرطة الرياضة ، المركزة على الرياضة القاعدية (أو الرياضة الأساسية) أي الرياضة التي تُمارَس على مستوى القاعدة الشعبية ، بهدف  بناء قاعدة عريضة من الممارسين من مختلف الفئات العمرية والمستويات البدنية ، من مستوى الهواة وصغار السن في المدارس، الأندية المحلية، والجمعيات ثم الوصول بهم لاحقًا إلى مستويات عالية من الاحترافية، كما هو الحال تجارب البلدان الناجحة رياضيا التي تبدأ بالتركيز على تشجيع ودعم الرياضة على مستوى الهواة والجمعيات المحلية لتصبح في متناول الجميع ،الذي يتيح لها اكتشاف المواهب وتطويرها تدريجيًا حتى تصل إلى المنافسات الوطنية والدولية ،

بخلاف الإنجازات الرياضية المغربية على المستوى الدولي، التي تأتي في الغالب نتيجة جهود فردية أو مواهب اكتُشفت خارج إطار الرؤى الاستراتيجية الرياضية الوطنية ، مثل إنجاز سفيان البقالي في الألعاب الأولمبية، لكون الجامعات الرياضية المغربية لا تملك خططا شاملة للتنقيب المنهجي على المواهب الرياضية المحلية من داخل البلاد ، أو تلتزم بنظام فعال ورؤية واضحة لتطوير الرياضيين المحليين بشكل منظم ومستدام ، فترتكز في عملها على الاعتماد على نجاحات مواهب مغربية تعيش وتتمرن في الخارج، حيث توفرت لهم الظروف المناسبة للتطور والنجاح ، وكأن المغرب غير قادر على إنتاج رياضيين ناجحين من داخل الوطن ،كما تدعي الجامعات الرياضية  المغربية ، الادعاء الذي فنده أوزين خلال انتقاده لتعامل وزارة الرياضة لعمل لجامعات الرياضية غير الفعال على المستويين التنظيمي والإداري وغياب الصرامة والاستمرارية في المراقبة ، والمتابعة ، وضعف تطبيق الحكامة (الحوكمة)  ، الذي السبب الحقيقي في عدم تحسن الأداء الرياضي  في المغرب ، الذي هو في حاجة ملحة لإصلاح شامل قائم على الصرامة والمحاسبة لتحسين النتائج الرياضية في المغرب.