adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/10/20 - 10:32 ص

تستعد مدينة فاس لاستضافة جزء من مباريات كأس إفريقيا لكرة القدم لعام 2025، وهو حدث رياضي ضخم سيجذب آلاف الزوار والمشجعين من داخل المغرب وخارجه. غير أن هذا التحدي الرياضي يقابله تحدي بنيوي أكبر يتمثل في البنية التحتية للطرق التي تعاني بالفعل من اختناقات مرورية حادة، خاصة في المدارات الرئيسية. المدينة التي تتسم بتراثها التاريخي الفريد تجد نفسها اليوم أمام ضرورة ملحة لتحديث بنيتها التحتية لمواكبة الحدث الكبير وتحقيق انسيابية في حركة المرور لتفادي الازدحامات الخانقة التي قد تؤثر سلباً على نجاح هذه التظاهرة الرياضية.

تشكل الازدحامات المرورية في المدارات الطرقية أحد أبرز التحديات اليومية التي يواجهها سكان فاس وزوارها، وتزداد حدة هذه المشكلة مع تزايد عدد السيارات بشكل مستمر. كأس إفريقيا لكرة القدم 2025 سيكون بمثابة اختبار لقدرة المدينة على تنظيم حدث بهذا الحجم، حيث يتوقع أن تشهد المدينة تدفقاً غير مسبوق من الزوار خلال فترة البطولة، مما سيزيد الضغط على المدارات الحالية.

لتجنب الفوضى المرورية خلال كأس إفريقيا، تبرز ضرورة تطوير حلول جذرية مثل بناء الأنفاق والقناطر. هذه الحلول ستتيح توزيع الحركة المرورية على مستويات متعددة، مما يخفف من الضغط على المدارات الحالية ويضمن تدفقاً سلساً لحركة السيارات، سواء لسكان المدينة أو للزوار القادمين لمتابعة المباريات. كما أن الأنفاق ستسهم في تقليل الاختناقات في المناطق الحساسة، خصوصاً حول الملاعب والفنادق والمرافق السياحية.

القناطر، بدورها، يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تخفيف الازدحام عند المداخل الرئيسية للمدينة والمناطق المكتظة. ومن خلال توزيع حركة المرور بين الأرض والمستويات العليا، يمكن تجنب نقاط الازدحام التي تعرقل حركة السيارات بشكل كبير.

بالإضافة إلى الحلول الكبرى المتمثلة في الأنفاق والقناطر، يشكل تأهيل المسالك الجانبية حلاً أكثر سرعة وقابلية للتنفيذ على المدى القصير استعداداً لكأس إفريقيا. هذه المسالك الجانبية يمكن أن تستوعب جزءاً كبيراً من الحركة المرورية وتخفف العبء عن المدارات الرئيسية، مما يسهم في تفادي الازدحامات التي قد تتسبب في تأخير وصول الزوار إلى الملاعب والفنادق. وتعتبر إعادة هيكلة هذه المسالك خطوة عملية ذات كلفة أقل مقارنة بالمشاريع الكبرى، ما يجعلها حلاً فورياً وفعّالاً.

من المؤكد أن كأس إفريقيا 2025 سيكون دافعاً قوياً لتسريع وتيرة المشاريع البنيوية في فاس، وهو ما قد يجعل هذا الحدث الرياضي فرصة ذهبية لتطوير المدينة على المستوى الاقتصادي والبنيوي. فالاستثمارات التي ستوجه لتطوير البنية التحتية لن تكون فقط لخدمة البطولة، بل ستخدم المدينة وسكانها لسنوات قادمة، وتساهم في تعزيز مكانة فاس كوجهة سياحية وثقافية ورياضية على الصعيدين الوطني والدولي.

مع اقتراب موعد كأس إفريقيا 2025، تجد مدينة فاس نفسها أمام تحدٍ مزدوج: من جهة، الاستعداد لاستقبال آلاف الزوار والمشجعين، ومن جهة أخرى، تطوير بنيتها التحتية المرورية لتفادي حدوث أي اضطرابات خلال البطولة. الأنفاق والقناطر تبقى الحلول المستقبلية الأكثر جدوى، بينما يلعب تأهيل المسالك الجانبية دوراً فورياً في التخفيف من الاحتقان. إذا ما تم تنسيق هذه الحلول البنيوية مع استغلال التكنولوجيا الذكية، يمكن لفاس أن تتخطى هذه التحديات بنجاح، مما يضمن تجربة مريحة للسكان والزوار على حد سواء خلال هذه التظاهرة الرياضية الكبرى.