adsense

2024/09/09 - 9:04 ص


 بقلم اعتصام عثمان

الواقع في سطور

السودان دولة مستقلة بها العديد من الأقاليم إلا أن مرآتها وعاصمتها مختلفة عن عواصم الدول كلها حين يتغير الطقس والمناخ وتختلف المواسم،  يتغير حال السودان من حال لحال عند نزول اول قطرة ماء تتكرر معاناة سكان السودان مع الفيضانات عامًا بعد عام، مما يدل على وجود خلل في إدارة الكوارث. فبالإضافة إلى ضعف البنية التحتية، فإن التوسع العمراني العشوائي والتغيرات المناخية ساهمت في تفاقم المشكلة. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من المنازل في الأحياء الفقيرة تتعرض للغرق سنويًا، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في الممتلكات وتشريد العائلات."

التغيرات المناخية التي أدت زيادة الأمطار وارتفاع منسوب المياه الجوفية إلى تفاقم المشكلة، والتوسع العمراني العشوائي، إضافة إلى ضعف البنية التحتية وغياب الصرف الصحي وغياب التخطيط فضلا عن عدم كفاءة إدارة الكوارث . وسط كل هذا يقع المواطن بين مطرقة الماء وسندان الحكومة مشاهدا متفرجا باكيا شاكيا ليس بيده حيلة . لماذا كل سنة نسمع نفس الصرخات؟  لماذا كل سنة نعاني من المياه في الشوراع وفي البيوت ؟ .

يقول أحد سكان السودان: "كل عام نعيش نفس الكابوس، نخشى على أطفالنا من الأمراض وعلى منازلنا من الدمار. لقد قدمنا شكاوى عديدة للمسؤولين، ولكن دون جدوى." فأين المسؤولية وعلى من تقع؟ .تقع المسؤولية عن هذه الأزمة بالتأكيد على عاتق الحكومة والبلديات وقليل منها على بعض المواطنين، حيث يجب على الحكومة والبلديات اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الكارثة، مثل: تحسين شبكات الصرف الصحي، وتطوير خطط طوارئ ، وتوعية المواطنين ،و تعزيز التعاون الدولي.

إن معاناة سكان ألسودان تتطلب حلاً عاجلاً وجذريًا. يجب على الحكومة والبلديات أن تتحمل مسؤوليتها وأن تعمل بجدية لإيجاد حلول مستدامة لهذه المشكلة. فصوت المواطن لا يمكن أن يظل غير مسموع فالرؤية باتت واضحة، إن السودان ليست غارقة بالمياه فقط بل بالمصلحات الخاصة وزاد غرقها حين أتى المطر .. الشعب يرجوا ويترجى وإن كان هذا حقه.. والحكومة تتجاهل وتصمت وإن كان هذا واجبها.. نرجو من الحكومة أن تسمع للصرخات وتقوم بإصلاح الوضع سواء كان شارعا أم بيتا وتكون السنة آخر سنة  يغرق فيها السودان...