adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/09/22 - 1:13 م

بقلم/ اعتصام عثمان / السودان 

الأطفال هم جوهر أرواحنا، وعبق الحياة الدنيا وزينتها، الأطفال هم الذين بوجودهم تفوح رائحة السعادة، في كل منزل وفي كل مكان، وعندما يكون لديك طفل يمكنك تشكيله كيفما شئت مثل طين الصلصال، وذلك كناية عن كيفية التربية التي تُنشئ بها طفلك..

إما أن يكون طفلاً حسن السير والسلوك أو طفلاً سيئ الخُلق والسلوك، فمن منا لا يريد لطفله أن يتربى بأحسن الأخلاق أو أن يسير على نهج سليم قويم خالي من التصرفات والأفكار السلبية، مما أدى تقدم العلم، وتطور وسائل التكنولوجيا إلى توسعة نطاق التواصل، بين كافة البشر في كل أنحاء العالم كما نتج عن تطور التكنولوجيا، تطور وسائل التواصل بين البشر، والتي تعرف بوسائل التواصل الإجتماعي، والتي تشمل كافة الفئات العمرية صغاراً وكباراً..

وسائل التواصل الإجتماعي: هي منصات تمكن الأفراد صغاراً وكباراً ورجالاً ونساءً من تبادل المعلومات والآراء كما تمكنهم من تشارك مقاطع الصور والفيديوهات في مجتمعات وشبكات إفتراضية، مثل فيسبوك وتويتر وتيك توك وإنستقرام، والعديد من المواقع الأخرى..

كيف نربي طفلا واثقا في نفسه؟.

إذا ألقينا نظرة على أطفال اليوم سنجد مستوى ذكاء فائق، ربما يكون فارقاً عن أطفال الأجيال السابقة، ويعود هذا الأمر على التقدم التكنولوجي الذي إجتاح العالم، وحيث ساهم هذا التقدم التكنولوجي على تطوير وسائل العلم والمعرفة..

وأول هذه الوسائل، التي لها دور بارز في إنتشار المعارف والعلوم الانترنت، الذي أُتيح الاتصال به لأول مره في التاريخ عام 1991م، وبالتحديد في السادس من أغسطس، كما أسهم التقدم التكنلوجي في إختراع الحواسيب والأجهزة، وفي الآونة الاخيرة أصبح من الموضة أن يقتني الآباء بحواسيب، وهواتف محمولة لصغارهم..

وبالتالي أصبح للأطفال ظهور واسع على منصات التواصل الإجتماعي التي بدورها تزودهم بالكثير من المعارف والثقافات كما تساعدهم على الدراسة حيث يستطيعون تحميل التطبيقات المفيدة للتعلم، كما يمكنهم أيضا تحميل الفيديوهات التعليمية، وبالتالي تمكن وسائل التواصل الاجتماعي من رفع مستوى المعرفة للأطفال وتعليمهم في سن مبكر من السن الإفتراضي للتعلم..

وأن وسائل التواصل الإجتماعي لها سلبيات، وأبرز هذه السلبيات على الأطفال هي الإنطوائية، والعزلة لدى طفلك حيث يحدث إندماج عنيف، وإدمان لدى الطفل بدخول مواقع التواصل، لمشاهدة مقاطع الفيديو، والدردشة طوال الوقت مع أصدقائه، هذا مما يجعله يهمل علاقته الأسرية، كما أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل يؤدي لإهمال الدراسة لدى الطفل، وذلك بسبب تركيزه أما على دخول مواقع التواصل لرؤية مقاطع فيديو، أو مشاهدة أفلام أو مشاركة صوره مع أصدقائه..

كما تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى خلل أخلاقي في سلوكيات الطفل، حيث تعرض يومياً الكثير من المقاطع والاعلانات المخلة بالآداب علي مواقع التواصل، وبالتالي من الممكن أن تؤثر هذه المقاطع سلباً على عقول الأطفال بحيث يتعلمون كلمات وألفاظ وأفعال غير لائقة، وربما تقودهم للإنحراف المبكر..

أمثلة توضح مخاطر مواقع التواصل، مثلاً في عام 2016م، ظهرت لعبة تسمى لعبة الحوت الأزرق، وبالتحديد في روسيا لتجتاح بعدها معظم دول العالم، هذه اللعبة إستهدفت هذه اللعبة المراهقين تحديداً، حيث تقوم اللعبة بتهكير بيانات اللاعب بمجرد تسجيله الدخول إليها، وتقوم في البداية بعرض تحديات عادية وبسيطة..

لتبدأ بعدها بالتحور إلى الأصعب لتعرض تحديات مستحيلة، مثل أن يقوم اللاعب بحلق شعره بالكامل، أو يقوم بإيذاء نفسه وتستمر بالتحور حتى تطلب من اللاعب أن يقوم بالانتحار، وإذا لم ينفذ ما طُلب منه فإنها تهدده بالوصول إليه، وذلك لأنها تعرف كافة معلوماته الشخصية، مثل السكن، وعنوان مدينته، ومدرسته التي يدرس بها كما أنها تهدده بقتله أو إختطافه..

وقعت ضحية هذه اللعبة فتاة مراهقة تبلغ من العمر 17عاماً حيث قامت بسكب وإشعال البنزين على والدتها وشقيقيها، حيث أوضحت بعدها للمباحث أنها قامت بذلك تنفيذاً لتعليمات الحوت الأزرق، ليست لعبة الحوت الأزرق الوحيدة التي تحتوي على أنظمة هكر، فهنالك المئات من التطبيقات، والروابط، والمواقع التي تعمل على إستهداف الفئة العمرية من الأطفال..

الوقاية من أضرار مواقع التواصل الإجتماعي: رفع مستوى الوعي لدى الأطفال، وذلك من خلال تقديم النصائح المهمة، مثل التقليل من إستخدام الهاتف، وأن يتوخى الحذر بشأن من يصادقهم، ويتحدث إليهم في مواقع التواصل، وأن يحافظ على سرية بياناته، وذلك بعدم الدخول على روابط غير موثوق بها، وأن لا يتحدث مع الغرباء على مواقع التواصل الإجتماعي..

كما يساعد رفع الوعي الديني لدى الأطفال من خلال تقديم النصائح المهمة له، مثل إجتناب المواقع التي تنشر فيها، صور وأفلام غير أخلاقية، وتوضيح حرمتها له، إذا الأطفال إستخدموا مواقع التواصل الإجتماعي، بطرق سليمة، نجد أن توفر له السكينة، والإطمئنان، بحيث تكون على ثقة بسلوكيات، وتساعدة على التنشئة الأخلاقية السليمة للطفل من كل النواحي..

ختاماً: علي كل الأباء والأمهات، فالأطفال هم رسالة من رسائِل الحياة التي يجب أن نؤديها على أكمل وجه، وذلك بتوجيههم إلى الطريق الصحيح، والحرص والعناية بهم بأكمل وجه..