بقلم الأستاذ
حميد طولست
لم يكن انهزام
المغرب أمام نظيره الاسباني لقوة خارقة لدى هذا الأخير، ولا لأن للاعبيه خبرات فرعونية في لعب كرة
القدم، ولكنه كان الانهزام "شمتة" فاضحة .
نعم كان
"شمتة" لأن الهزيمة لم تحدث بسبب ضعف أداء لاعبي الفريق المغربي، أو
لقلة مهارتهم ، أو لاختلاف بين مكوناتهم في اسلوب اللعب ، أو لارتكابهم للأخطاء
فردية أو جماعية الفادحة والقاتلة، أول استخدامه لاستراتيجيات ساذجة وتطبيقةا بطرق
غير موفقة ، ولكن كان لأسباب وظروف وحيثيات لحظية ، ربما لم تكن مواتية ، حيث كان
الفريق المغربي أقوى من الخصم نفسه في أوقات عميمة من المباراة ، لكنها طبيعة كرة
القدم وقوانين مبارياتها التي لا مكان فيها للنتائج المضمونة مسبقا ، أي أنها لعبة
غير متوقعة النتائج ، وتتحكم في نتائج مبارياتها العديد من العوامل المؤثرة ،وعلى
رأسها التحكيم، وما يمكن أن يكون له
تأثيرات كبير وخطيرة على مجريات المباريات ، جراء بعض الحالات
التحكيمية وما يشملها من اختلافات تقيمية
بين الحكام ، الأمر الذي دفع بي إلى الشك في حادث اصطدام أحد لاعبي الفريق
الاسباني بالحكم ،واعتبرته مفتعلا، ومقصودا بغية استبدال حكم المباراة بآخر ربما متحكم في قراراته، والذي
شاءت الأقدار ، أو ربما شاء المتحكمون في أمور الكرة ، أن يكون هو نفسه الحكم
"السويدي" الذي أعتقد أنه كان متحيزا ضد الفريق المغربي في مباراة
المغرب الأرجنتين ، للتأثير على معنويات اللعبين المغاربة تغيير مجريات المباراة
لصالح جهة ما.
كم أتمنى أن
أكون خاطئا في تقديري ، وتبقى الشكوك التي أملتها علي العاطفة الوطنية والتعاطف مع
المنتخب الأولمبي المغربي ،مجرد شكوك لا صحة لها في موضوع استبدال واختيار الحكام،
الذي لاشك أن هناك هيئات إدارية نزيهة معنية بتعيين الحكام واختيارهم للمباريات
الكبرى، حسب معايير محددة تضمن العدالة والمهنية ، وأن تكون قد كانت كذلك في هذه
النازلة ، والتي ربما يُتحقق منها في قادم الزمان –مع فوات الوان-، عن طريق
المراجعات النقدية من خلال ما يقدمه الخبراء الرياضيين والمحللين من تقارير
تحليلية وتقيمات لأداءات الحكام خلال المباريات..
وما يعزز القول
بأن هزيمة المغرب كانت "شمتة"، أنه كان هناك شعور عند المغاربة بأن
فريقهم سيفوز بقوة بلاعبيه المتميزين، لكنه لم يظهر بأفضل مستوياته ، مما جعل
الهزيمة تبدو" شمتة "و"تصيدة" أكثر إحباطًا ، بدافع العاطفة
التي هي جزء طبيعي من تجربة المشجعين.
ويبقى المهم
والمفيد دائمًا أن نظل موضوعين قدر الإمكان عند تقييم أي عمل ، والتحقق من جميع الجوانب والعوامل
المعتمدة في كرة القدم ، لفهم ابشكل أفضل الأوضاع التي قد تكون في أوقات كثيرة محل
شكوك تثير الجدل والنقاش ، خاصة عندما لا نكون ملمين بخبايا قوانينها.
هوامش: تُستخدم
كل من "الشمتة" بمعنى"التصيدة" للإشارة في دارجتنا المغربية
إلى أحداث غير متوقعة، حيث عندما تقول إن الفريق الأولمبي المغربي
"تشمت"أو"تصيد" أمام الإسبان في مباراة النصف، فأنت تشير إلى
أن الفريق المغربي تعرض لموقف غير متوقع أو لحدث مفاجئ أو غير مرغوب فيه خلال
المباراة.