adsense

2024/08/24 - 10:45 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

حصول المدير العام للأمن الوطني على الوسام الذهبي من السلطات الفرنسية ،نموذجا.

في خضم السخط الشعبي الذي عرفه الشارع المغربي عامة ، والمهتمين بمختلف الرياضات على وجه الخصوص ، بسبب الحصيلة غير المشرفة للمشاركة المغربية في أولمبياد باريس 24 ،الحنق الذي ذهب فيه البعض بعيدا إلى حد المطالبة بمحكامة المسؤولين الذين أخفقوا في تدبير الشأن الرياضي  ، وإقالة رؤساء الجامعات الملكية للرياضة الذين تربعوا على خزائن ميزانتها لأزمان مديدة  ، دون عطاء ولا نتائج تذكر، والذين فضحت مشاركتهم الباهتة في هذه الأولمبياد استهتارهم بالواجب المنوط بهم تجاه الرياضة المغربية ..

في هذا الوقت العصيب والشديد الصعوبة والتعقيد ، الذي يحتاج فيه كل مضيوم مكلوم ملأ اليأس والحسرة والقنوط  نفسه لمن ينتشله من مستنقع همومه وأحزانه ، ويخفف عنه الشعور بالضيق المؤلم ، ويكون له مصدرًا للراحة والطمأنينة والقوة ، في هذا الوقت بالذات ،أبت مؤسسة العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني ، إلا أن يجيء الفرج الذي يأتي بعد الشدة ، على يد مديرها السيد عبد اللطيف حموشي، للتخفيف من معاناة مهموم المواطن المحب لوطنه ، وللإسهام في تحسين حاله وأحواله وإعادة الأمل إلى نفسه - كما فعل قبل ذلك ، العداء العالمي سفيان البقالي ، وأبطال المنتخب المغربي لكرة القدم- وذلك بحصوله على الوسام الذهبي من السلطات الفرنسية ، اعترافا بالدور المتميز الذي لعبته مؤسسة الأمن الوطني المغربي في الحفاظ على الأمن والاستقرار خلال أولمبياد باريس.

فهل هذا التوشيح بالوسام الذهبي ، قادر على تعويض المواطن المغربي عما حل به من خيبة نتائج أولمبياد باريس ؟ وهل في استطاعته التخفيف عن محبي الرياضات حرقة ومرارة الهزائم المتكررة في غالبة الرياضات؟

فعلى المرجح ، أنه رغم كون توشيح السيد عبد اللطيف حموشي، بالوسام الذهبي ، هو اعتراف دولي كبير ، على جهوده وعمله وإنجازاته في مجال الأمن وإدارة الأزمات، وتكريم عظيم لشخصه وفخر واعتزاز  بالبلد الذي ينتمي إليه .

ورغم لكل ذلك  من تأثير إيجابي في التخفيف من آثار خيبة الأمل التي ألمت بعشاق الرياضات ومتتبعيها، فإنه من الصعب الإقرار بأن ذلك  يمكن أن يمسح الآثار السلبية لتجربة المشاركة الباهتة في الأولمبياد ونتائجها المذلة ، ويسهم في تعزيز الروح المعنوية وإعطاء المغاربة الشعور بالفخر والاعتراف بالجهود المبذولة، والخيبة التي لا يمكن أن تعوض إلا بمحاسبة من كانوا وراء ذلك الهوان ، وربطها بالمسؤولية ، الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يرضي الشعب المغربي عامة والشارع الرياضي على الخصوص، ويخفف عنهما وطأة ما تكبدته من حسرة ، وترفع لديهما الروح المعنوية ، وتمنحهما الشعور بالثقة في النفس والقدرة على معاودة القيام بالإنجازات المسهمة في تعزيز الفخر بالوطني ، والنجاح فيها في مختلف المجالات .