adsense

2024/08/10 - 1:34 م

تشهد العلاقات الجزائرية الروسية، منذ عدة أسابيع، فترة من الاضطراب لم يسبق لها مثيل في التاريخ، حيث أصبحت العلاقات الثنائية بين البلدين اللذين اعتبرا نفسيهما دائما، قبل فترة طويلة من استقلال الجزائر، حليفين تقليديين مرتبطين بقوة ببعضهما البعض.

وحسب موقع "مغرب انتلجونس"، فإن بين موسكو والجزائر، أفسح شهر العسل المجال في البداية لانعدام الثقة، واليوم لعدم التفاهم؛ بل وحتى للغضب، وخاصة على الجانب الروسي.

ووفق مصادر ذات الموقع، فإن قنوات التعاون الأمني ​​والعسكري التي تستخدمها السلطات الروسية في تبادلاتها وتعاونها مع النظام الجزائري، نقلت إلى القادة الجزائريين احتجاجاتهم الشديدة على عدم تبادل المعلومات الاستخبارية وعدم الاستجابة في المسائل المعلوماتية، بشأن نشر عملاء المخابرات الأوكرانية في شمال مالي مع الجماعات المسلحة من متمردي أزواد والطوارق المؤيدين للاستقلال الذين يخوضون حربا ضد النظام الانتقالي في باماكو في مالي الذي تدعمه وترعاه موسكو.

وانتقدت السلطات الروسية علنا نظيرتها الجزائرية، لفشلها في واجبها المتمثل في التعاون مع المخابرات الروسية ومراقبة منطقة تقع قريبة جدا من الحدود الجزائرية وتستثمرها مجموعات صغيرة من الأجهزة الأوكرانية، التي أرسلتها كييف لتقديم المساعدة لقوات المتمردين، من الحركات المسلحة المتحالفة للدفاع عن أزواد؛ بل إن السلطات الروسية تشتبه في أن الجزائر سمحت، تحت ضغط أمريكي، بفتح أجوائها أمام طائرات تنقل لواء من العملاء شبه العسكريين من الخدمات الأوكرانية إلى شمال مالي، وخاصة إلى بعض المناطق الواقعة بالقرب من الحدود الجزائرية.

وأشارت المصادر ذاتها، أن غضب موسكو اتخذ أبعادا أكثر خطورة بعد هزيمة وحدة كاملة من مقاتلي ميليشيا فاغنر الشهيرة نهاية يوليوز الماضي.

وللتذكير، فإنه في 20 يوليوز، غادر رتل يضم أكثر من 20 مركبة يضم أكثر من 80 مرتزقا روسيا ورجالا من القوات المسلحة المالية (FAMa) كيدال، "عاصمة" شمال مالي. وعلى الطريق، في 23 يوليوز، ورد أن الطابور تم إيقافه بواسطة عبوة ناسفة في واد جاف، وبعد يومين، بدأت معركة، على بعد 25 كيلومترا من تين زواتين، وهي بلدة قريبة من الحدود الجزائرية، مع مقاتلين من الإطار الاستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد (CSP-DPA)، وهي منظمة تضم العديد من الطوارق المسلحين.

وعملت حركات الاستقلال هذه المعركة ضد القوات المالية والقوات شبه العسكرية الروسية التابعة لفاغنر، حيث كانت الخسائر فادحة وتجاوزت 80 قتيلا في الجانب الروسي، في واحدة من أسوأ الهزائم الروسية منذ إنشاء ميليشيات فاغنر عام 2014.

ونقلا عن صحيفتي الغارديان والتايمز البريطانيتين، أعلن أندريه يوسوف، المتحدث باسم جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية GUR، أن "المتمردين تلقوا المعلومات الضرورية، وليس فقط المعلومات، التي جعلت من الممكن تنفيذ عملية عسكرية"، ضد مجرمي الحرب الروس، ويوضح بيان تورط حركة المقاومة الثورية في عمليات القوات المسلحة لأزواد.

وفي 4 غشت الجاري، قطعت مالي علاقاتها مع أوكرانيا، وسيتم الإعداد لعملية واسعة النطاق بالشراكة مع روسيا للرد بقوة على الجماعات المسلحة في أزواد، التي تربط غالبية قادتها علاقات صداقة وثيقة أو تربطهم علاقات صداقة ولاء معين تجاه الجزائر.

وفي هذا السياق المتفجر، تشهد العلاقات الجزائرية الروسية توترات كبيرة بسبب الدور المشكوك فيه للغاية الذي يلعبه النظام الجزائري في تسليح وتعزيز القدرات الدفاعية لمتمردي الطوارق.