adsense

2024/07/28 - 11:40 ص

بقلم عبد الحي الرايس

بعد طول غياب، إلى حدِّ خشية الانقراض، هي زهرة بل أزهار بأوراق سميكة بيضاء، بأريج عطر فواح، إذا حظيت بالرعاية والعناية تجددت لدى غارسها باستمرار.

عرفتها سطوح فاس في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وتعهدتها الجدات والأمهات، وتهادتْها القريبات والجارات، ثم آلَتْ إلى اختفاء.

وبعد صحوةٍ وتفقُّد، تأكد أن لم يَعُدْ لها حضور، فعمَّ القلق وساد التواصي، وظل السؤال عنها يتكرر في المنابت والأقاصِي، إلى أن كان العثور على بعض بصيلاتها بالشمال.

كانت الفرحة عارمة، ومن ثم تجدد بها العهد، ومر عليها الحَوْلُ والحولان فتكاثرت، خاصيتها أن البُصَيْلة تُودَعُ بالتربة في أواخر الربيع، ثم تورق وتزهر خلال فصل الصيف، لتنطفئ بعد ذلك، فإذا حل الشتاء تكاثرت البصيلة فصارت بصيلات، وعند مَقدم الربيع تُنزع البصيلات من الأرض وتُوضع في مكان جاف، ليُعاد توزيعها ويتجدد غرسُها قبل حلول الصيف.

كان المنتدى المغربي للمبادرات البيئية وهاجسُه الملازم "حديقة النبات" وراء الحدث، فإذا بالبصيلات الأولى تتعدد، وتصير أكثر، وإذا بالتقاسم والإهداء يُعيد لزهرة الفن بفاس الحضور والانتشار، وإذا بالإيثار يطغى، والتنافس يشتد، خاصة وأن متعة البيئيين، والمولعين بالاستنبات أن يجدوا لاهتمامهم في كل ركن رجعاً للصدى، وأن ينبعث من كل فضاء في المدينة أريجٌ وشذا.