adsense

2024/07/25 - 7:10 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

-وعلى الباغي تدور الدوائر.

في أولى مباريات المنتخبين المغربي والأرجنتيني بمسابقة كرة قدم في أولمبياد  باريس 2024 المقامة بمدينة سانت إتيان الفرنسي،  حقق المغرب –كما اعتاد مند مونديال قطر- فوزا تاريخيا ومستحقا على الأرجنتين بعد واقعة غريبة وأكثر دراماتيكية وسخافة ، أثارت شغبا جماهيريا على أرض الملعب ، دفع بموقع اللجنة الأولمبية الدولية إلى توقيف المواجهة ، ليعود لاعبو المنتخبين بعد نحو ساعتين من التوقف، إلى الملعب  حيث نجح المغرب في الحفاظ على تقدمه خلال الدقائق الثلاث المتبقية من المباراة دون حضور جماهيري، ويحقق الفوز التاريخي على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف واحد.

الأمر الذي دفع بليونيل ميسي للتعليق على خسارة منتخب بلاده الأولمبي أمام نظيره المغربي بالكلمة الاسبانية  "insolito" أو "Enzoloto " الغير المعروفة والتي ربما لا تعني شيئًا محددًا وقد تكون خطأ في النطق أو الكتابة أو تعبير غير دقيق استخدمه ميسي في سياق معين، والتي تعني حسب "جوجل":"غريب" أو "غير طبيعي" وقيل أنه نشرها على حسابه في موقع "إنستغرام" مرفقة برمز تعبيري يوحي بالتعجب والاستغراب.

فما هو الغريب والغير الطبيعي  في المباراة ؟ أهو فوز المغرب على الأرجنتين في مباراة كان فيها الأفضل ؟ أم هو تحيز حكم اللقاء السويدي غلين نيبيرغ ، الذي كان أخطر لاعب في الفريق الأرجنتيني والذي تمكن من تسجيل إصابة التعادل في الثانية الأخيرة من الوقت الميت قبل إلغائها ، أم هو إضافة 15 دقيقة كاملة كوقت بدل ضائع؟، أم هو أمره باستكمال المباراة رغم انقضاء الوقت الإضافي حتى تسجل الأرجنتين لهدف التعادل ؟، أم هو عدم عودته لتقنية الـ"فار" للتأكد من شبهة التسلل ؟، وغير ذلك من الخروقات التي جرت عليه تعليقات الكثير من المشجعين المغاربة ، كالتعليق الذي ورد على منصة "إكس" والذي يقول فيه صاحبه : يبقى الوقت بدل الضائع حتى تسجل الأرجنتين" ، التعليق الذي فسر فيه دافع ذلك: هكذا تسرق المباريات في عالم كرة القدم"وتعليق ثالث: " أرادوا سرق الفوز من المنتخب الأولمبي المغربي ، أمام أنظار العالم..  مهزلة حقيقة" ، وتعليق  آخر: "لم يعد للأرجنتين أي مصداقية في أي بطولة دولية،  15 دقيقة وقت بدل عن ضائع في مباراة في دور المجموعات؟؟".

وفي تعليق لأرجنتيني يعترف فيه: "أنا أرجنتيني ومن المستحيل أن يكون هناك 15 دقيقة من الوقت المحتسب بدل الضائع في هذه المباراة.. يجب أن يكون هناك تحقيق في أسرع وقت ممكن.

وغير ذلك كثير من التعليقات التي أجمعت الجماهير المغربية فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أنه ليست قضية إضافة الحكم 15 دقيقة ، وعدد أخر من الدقائق ، كوقت بدل عن ضائع ، هي القرار الوحيد المجحف في المباراة ، بل هناك ما هو أفظع وأظلم  منه ، كتوزيع البطاقات الصفر يمنة وشمالا حتى بلغت 6 بطاقات للمنتخب المغربي، وتغاضيه عن أخطاء لاعبي المنتخب الأرجنتيني المتعمدة ضد لاعبي المنتخب المغربي والتشدد مع هفوات لاعبي هذا الأخير غير المتعمدة.

هذا الظلم وذاك الإجحاف ، الذي عرفه تحكيم هذه المباراة ، يذكرنا بذاك التحكيم الذي جرى في مباراة نصف نهائي كأس العالم بين المغرب وفرنسا في قطر 2022 ، والذي كان مثارا للجدل والنقاش بين الجماهير والمحللين الرياضيين ، ودفع بهم لطرح العديد من الانتقادات والتساؤلات المحيرة ، وعلى رأسها : "لماذا يُتعمد عدم تطبيق العدالة التحكيمية في المباريات الكبرى التي يكون المغرب طرفًا فيها " والتي تؤدي إلى شعور المشجعين المغاربة بالغبن والاحتقار والدونية التي يكرسها التحكيم الغربي لاستصغار الفرق المغاربية والعربية والافريقية ،التي لا يمنحونها  نفس المستوى من الاحترام الذي يمنحونه للفرق الأوروبية أو الغربية، وعلى الخصوص الفرق المغربية التي يخشون تفوقها الذي تمكن  كسر عقدة تفوق الفرق الغربية ،كما حدث في كاس العالم قطر..

ومن بين الأسئلة التي تفرض نفسها ، من يتحمل مسوولية رداءة القرارات التحكيمية المؤثرة في العدالة الرياضية في المباريات الكبرى وخاصة التي تكون الفرق المغربية أو العربية والإفريقية طرفًا فيها ؟ والتي لاشك أن الفيفا تحضر وتشاهد ما يقع فيها من تجاوزات الحكام ، وما تتسبب فيه من إحباط للعديد من الفرق المغاربية والعربية والإفرقية ، القرارات التحكيمية التي تظل دائمًا موضوعًا حساسًا في كرة القدم، يثير الكثير من الجدل والتفاعلات المختلفة بين  الفرق والفيفا.