تواصل الموارد
المائية عدها التنازلي، مسجلة 29.60 في المائة أقل بنقطتين مما كانت عليه السنة
الماضية، وبالتالي تكون حقينة السدود لا تتجاوز الأربعة ملايير وسبعمائة وسبعون
ألف متر مكعب، وفق ما كشف عنه الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بنعبو.
وقال بنعبو في
تصريح لإحدى المواقع الوطنية، إن الوضعية بالسدود صعبة وتنذر بسيناريوهات أصعب، مع
توالي نشرات إنذارية تتجاوز حاجز 47 درجة مئوية في العديد من المناطق التي تشهد
إجهادا مائيا تاريخيا يصنف المغرب ضمن البلدان الأكثر تضررا من آثار التغيرات
المناخية وبصفة مباشرة تتضرر مواردها المالية السطحية منها والجوفية.
وأكد بنعبو
"كل موسم صيف تتواصل إشكالية الإجهاد المائي؛ إلا أنه كان من الأحرى إعلان
حالة طوارئ مناخية يتم عبرها تعبئة جهود جميع الفاعلين والمتدخلين في المجال حتى
لا يصبح الحديث عن قضايا الماء والمناخ موسميا وحتى تكون التدخلات والحلول آنية
وناجعة وتأخذ بعين الاعتبار جميع التحديات المناخية كل هذا تفسيره وضعية العديد من
الأحواض المائية".
وتابع الخبير،
أن وضعية العديد من الأحواض المائية بلغت حقيناتها أرقاما جد متدنية في مقدمتها
حوض أم الربيع مع نسبة ملء لا تتعدى 4,9 في المائة رقم تاريخي يتم تحطيمه سنة بعد
أخرى، سد المسيرة لا تتعدى حقينته نسبة ملء 0,86 في المائة، بينما حقينة سد بين
الويدان لا تتعدى نسبة ملء 5,97 في المائة.
وأكد في ذات التصريح، أن كبريات السدود تسجل أرقاما
تاريخية، مما يجعل حصة المواطن من الماء لا تتعدى المائة متر مكعب في هذه الأحواض
المائية التي تعيش زمن النذرة، سد الوحدة أكبر السدود على الصعيد الوطني أصبحت
نسبة ملئه لا تتعدى 54 في المائة أي ما يعادل المليار وتسعمائة مليون متر مكعب نفس
النسبة، تم تسجيلها نفس الفترة الزمنية من السنة الماضية، مما يضمن انسيابية
حقيقية ومستدامة لحوض أبي رقراق الذي بفضل الربط المائي بين الأحواض المائية تمكنت
نسبة ملئه من تجاوز حاجز 32 في المائة في الوقت الذي كانت حقينة حوض أبي رقراق لا
تتعدى 21 في المائة السنة الماضية.
وكشف بنعبو انه
بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذل على أرض الواقع فهناك تحديات كبيرة تفرضها
الظروف المناخية الصعبة التي تزيد من تأزيم الوضع المائي سواء تعلق الأمر بتبخر
ملايين من الأمتار المكعبة من مياه السدود جراء توالي موجات الحر كما يستدعي تكثيف
آليات اليقظة والحذر لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة في مقدمتها أن نمضي صيفا
تاريخيا من حيث نسب ملء السدود.