adsense

2024/07/31 - 1:53 م

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في أول تعليق على الرسالة التي وجهها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، معلنا فيها "دعم فرنسا الثابت لسيادة المغرب على صحرائه"، واعتبار مخطط الحكم الذاتي "الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي"، إن الموقف الجديد لباريس يكرس الدعم الواضح والنشط لسيادة المغرب على الصحراء، مؤكدا أن هذا التحول المهم، يظهر أن "خطة الحكم الذاتي هي الحل النهائي والحصري لهذا النزاع"، معتبرا أنها رسالة لجميع أطراف النزاع "لتفهم أن المجتمع الدولي قد بنى إجماعا حول مغربية الصحراء".

ولفت وزير الخارجية المغربي إلى أن التحول الفرنسي بشأن الصحراء "ليس مجرد دعم للحكم الذاتي" تحت السيادة المغربية، بل يضمن تناسق عمل باريس في هذا الموقف الجديد على الصعيدين الداخلي والدولي، مبرزا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذكر في رسالته إلى محمد السادس بمناسبة مرور 25 عاما على توليه الحكم أن "الحاضر يرتبط بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، والمستقبل كذلك".

وأشار بوريطة، في تصريحات لوكالة "إيفي" إلى أن خطوة فرنسا هي "تطور مهم جدًا" لأن هذا البلد عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، إلى جانب أنها (فرنسا) وإسبانيا كذلك "بلدان يعرفان المنطقة والقضية جيدا"، موضحا أن العلاقات المغربية-الفرنسية في الأشهر الأخيرة شهدت تطورا سياسيا إيجابيا، ويأتي هذا الاعتراف لتعزيز هذه الديناميكية".

ويرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن "موقف فرنسا يندرج في إطار حركة بدأت قبل عدة سنوات"، معتبرا توقيت إعلانه والذي تزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لتولي محمد السادس الحكم "رمزي جدًا للإشارة إلى التحول الذي عرفته القضية خلال حكم الملك"، مؤكدا في المقابل أن هذا الموقف تزامن أيضا مع "تحرر المغرب تدريجيا من عدة أعباء وصعوبات فيما يتعلق بملف الصحراء، ويكرس سيادة المغرب على هذه الجزء من أراضيه".

وذكر بوريطة في تصريحاته للوكالة الإسبانية أن العديد من الدول الأوروبية، الأمريكية والإفريقية تدعم سيادة المغرب وخطة الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن "هناك إجماعا دوليا اليوم بشأن وضع الإقليم"، مشددا على أن الموقف الجديد لباريس "ثابت وغير خاضع لأي تفسيرات أو قيود".

كما أكد بوريطة أن "هناك إجماعا في الأمم المتحدة على التوصل إلى استنتاجات استناد إلى هذا التطور الدولي"، وبالتالي إخراج الملف من الجمود، مردفا :"هناك فقط حل وحيد، يحترم تماما سيادة المغرب على صحرائه ويستند حصريا إلى خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي اقترحها المغرب في عام 2007".

وصباح أمس الثلاثاء، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رسميا للملك أنه "يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية"، وفق ما أكده بلاغ للديوان الملكي.

وفي الرسالة ذاتها، والتي تتزامن مع تخليد الذكرى الـ25 لعيد العرش، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية للملك "ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة"، وأن بلاده "تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي".

وتحقيقا لهذه الغاية، شدد الرئيس إيمانويل ماكرون على أنه "بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية، وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت"، مضيفا أن هذا المخطط "يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وبخصوص مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يرى رئيس الدولة الفرنسية أن "توافقا دوليا يتبلور اليوم ويتسع نطاقه أكثر فأكثر"، مؤكدا أن "فرنسا تضطلع بدورها كاملا في جميع الهيئات المعنية"، وخاصة من خلال دعم بلاده لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الشخصي.

وشدد الرئيس ماكرون في رسالته قائلا "حان الوقت للمضي قدما. وأشجع، إذن، جميع الأطراف على الاجتماع من أجل تسوية سياسية، التي هي في المتناول".

من جهة أخرى، وبعدما نوه بجهود المغرب من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية، أعرب رئيس الجمهورية الفرنسية عن التزامه بأن "تواكب فرنسا المغرب في هذه الخطوات لفائدة الساكنة المحلية".