adsense

2024/07/27 - 12:13 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

ـــ مباراة المغرب الأرجنتين، نموذجا.

المؤامرات في عالم الرياضة ليست نادرة، وقد ظهرت في مختلف البطولات الرياضية عبر السنوات ،  وستظل موضوعًا حساسًا ، وخاصة مع القرارات التحكيمية غير المتوقعة والمثيرة للجدل الصادرة عن حكام مباريات كرة القدم ، والتي يشعر المشجعون واللاعبون والإعلام  بوقعها على الفرق والمنتخبات التي تخلصت من عقد النقص أمام المنتخبات الأوروبية والأمريكية ، وأصبحت لا تهـاب حتى المتوجة منها بأعلى الكؤوس العالمية ،أمثال: إسبانيا والأرجنتين والبرازيل و...، كما هو حال المنتخب المغربي البسيط الذي لم يعـد ذالك المنتخـب الذي ترهبه مواجهة المنتخـبات الكبيرة ، وتُأخذ مواجهته في أي مباراة بجدية كبيرة ويضرب له ألف حـساب ، وذلك بسبب مع عرفه في السنوات الأخيرة من تطور كبير ، يعكس الجهود الكبيرة المبذولة في تطوير كرة القدم المغربية على جميع الأصعدة، من البنية التحتية، والتدريب، والاهتمام باللاعبين الشباب ، التي أهلته ليكون  أحد الفرق القوية التي تحظى بالاحترام والتقدير المستحق على المستوى الدولي ، بما حقق من نتائج مبهرة في الكثير من البطولات ، وعلى رأسها بطولة كأس العالم 2022 قطر ، التي قدم خلالها أداءً رائعًا ضد منتخبات قوية مثل إسبانيا والبرتغال وبلجيكا، أوصله إلى نصف نهائي الكأس، الذي لولا التآمر وغياب العدالة الرياضية وظـلم الحكام له ، للعـب النهائي ضد المنتخب الأرجنتيني ، الذي لم يكن فوزه عليه محل صدفـة ، حيث سبق له أن فاز عـلى البرازيل مرتـين وتشيلي ومنتخبات أوروبـية كبيرة ، كإسبانيا والبرتغال وبلجيكا ، التألق الذي جر عليه غضب الكثير من الفرق الأوروبية ،وحنق التنظيمات الكروية الغربية والأمريكية ، التي ما كان يرضيها أن يفوز عليها منتخب بسيطة من المغرب أحد بلدان افريقيا، ويدفع بها للتشويش على تطوره ، والعمل على إحباط  تألقه ، حتى لا ينافسهم في مراتب للعالمية التي شق طريقه نحوها بثبات ، في غفلة منهم.

صحيح أن الحكام بشر قد يرتكبون الأخطاء التي هي جزء من الطبيعة البشرية ،وخاصة في لعبة ككرة القدم تعتمد على القرارات الفورية التي يتخذها الحكام تجاه التحديات -الموجودة دائمًا وإلى الأبد - والتي غالبًا ما تكون مثيرة للجدل ، لصعوبة التمييز فيها بين الأخطاء التحكيمية وبين المؤامرات ، التي يمكن التغلب عليها بالإرادة القوية والعمل الجاد ، الذي يساير طبيعة كرة القدم المبنية على التنافس القوي والشريف ، الذي يتطلب النجاح فيه مجهودًا كبيرًا وتخطيطًا استراتيجيًا مستمرًا .

أمام كل هذا وذاك ، لماذا يُضطر البعض للتآمر ضد فرق ومنتخبات البلدان العربية والإفريقية والمغاربية ،ومن بينها المغرب  – ولا أقصد منا الأرجتين وحدها- بل من طرف جميع أصحاب النزعة الكلونيالية الرافضة لمبدأ العدل والمساواة في كل شيء ، حتى في الرياضة ، الذين يؤمنون بأنهم الأفضل وغيرهم من المغاربيين والعرب والأفارقة هم الأسوأ ، الذين سبق لم أن تآمروا على المنتخب المغربي في مونديال 1994 الذي تآمر خلاله النرويج والبرازيل على المغرب ، ومونديال 1998 الذي تلاعب فيه بنتائج مباريات المجموعة لتأهيل البرازيل على حساب المغرب ، و كأس العالم 2018 الذي تلوعب خلاله بالقرارات التحكيمية ، خاصة في مباراة ضد إسبانيا ، وفي كأس 2022 الذي فيه شهد العالم الفضيحة العالمية التي عرفتها مباراة المغرب فرانسا ، وفي المباريات الأولمبية باريس 2024 التي عرفت هي الأخرى محاولة التآمر على الفريق الأولمبي المغربي من خلال التحكيم البئيس في مباراة الأرجنتين المغرب ، بغية إحباط سيره في الطريق الصحيح ، الذي سيمكنه من الوصول إلى العالمية ، باستمراره في التركيز على تطوير أدائه وجاهزيته التامة، واستفادته من دعم جماهيره لتحقيق مثل هذه النجاحات المستحقة التي تزعجهم  الكبار.

وفي الختام أهنئ فرقنا الشجاعة ، وأبارك لمنتخباتنا الباسلة، وعلى الباغي تدور الدوائر.