أودع قاضي
التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة طنجة، في ساعات متأخرة من ليلة الأحد - الاثنين،
ستة متهمين (زوجة وخمسة أبناء) السجن المحلي بكل من اصيلة وطنجة بعدما استمع إليهم
في جلسة خاصة عقب تقديمهم من طرف مصالح الأمن بطنجة أمام الوكيل العام، الذي أحال
المسطرة بدوره على قاضي التحقيق والتمس منه التحقيق في القضية مع إيداع المتهمين
السجن.
ووفقا لمصادر
خاصة، فقد مثل المتهمون الستة حوالي الساعة العاشرة والنصف من مساء الأحد أمام
النيابة العامة بطنجة، وبعدها أمام قاضي التحقيق، عقب انتهاء أمن طنجة من
التحقيقات التي باشرتها معهم عناصر الشرطة القضائية عقب إيقافهم.
وتوبع
المتهمون الستة بتهمة التورط في قتل والدهم ودفنه في الحائط سنة 2018، قبل أن تتم
إحالتهم على السجن بطنجة من قبل قاضي التحقيق الذي تابعهم بعدها بتهم
"التعذيب البدني المؤدي إلى الوفاة، والمشاركة، وعدم التبليغ عن جناية،
والمشاركة وكذا الإتجار في المخدرات ".
ووفق موقع LE360، حسب معطيات حصرية حصل عليها من
مصادر قضائية بأن إثنين من الأبناء كانا وقت وقوع الجريمة لم يبلغا سن الرشد
القانوني، فيما تكشف تحقيقات أولية أن الأم والإبن الأكبر هما الفاعلين الأساسيين
في هذه الجريمة.
ووفقا لمعطيات
خاصة، يضيف الموقع، فيعتقد أن الإبن والأم بحضور المتهمين الآخرين من الأبناء
(كانوا حينها أطفالا)، تورطوا في تعذيب والدهم بمنزلهم الكائن قرب حي الموظفين
بطنجة، وبعد قتله بطريقة بشعة جرى نقل جثمانه داخل أثاث منزلية، من طرف الإبن
الأكبر باتفاق مع والدته، على متن سيارة إلى الشقة التي تعود إليهم بطنجة البالية،
وهناك جرى التخلص منه عبر دفنه وسط حائط وإفراغ الإسمنت عليه لطمس معالم الجريمة.
وكشف LE360 أثناء التحقيق مع الأم والأبناء
جميعهم، الذين جرى إيقافهم على خلفية قضية الاتجار في المخدرات، الذي استغرق سبع
ساعات من طرف عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، حاصر المحققون الإبن والأم
في البداية، موجهين لهم سؤالا واحدا: "فين هو مول الدار؟؟ ".
وقادت
التحقيقات المركزة إلى وقوع ارتباك واضحا في أجوبة الأم وابنها، قبل أن يواصل
عناصر الشرطة القضائية تحقيقاتهم مع الأبناء الآخرين، الذين كشفوا عن أن والدهم
قتل ودفن في مكان مجهول.
وتوصلت
تحقيقات أمن بطنجة إلى غاية انهيار الأم والابن معا، حيث كشفا أن الهالك قتلوه
منتصف العام 2018، ونقلوا جثمانه من منزل حي الموظفين قرب بنديبان إلى شقة طنجة
البالية التي دفنوا جثته وسط حائط بها.
وانتقلت عناصر
الشرطة معززة بوسائل تقنية خاصة، وتمكنت في ظرف وجيز، من معرفة المكان وتحديده حيث
فاجأهم المشهد المرعب لطريقة دفن الأبناء لوالدهم وسط الجدار.
وظلت الأم
وأبناؤها الخمسة لسنوات عديدة، أمام أسئلة كثيرة من الجيران حول غياب الأب، الذي
كان يشتغل بقالا ويتميز بسمعة طيبة وسط سكان الحي، يخبرون كل من يسأل عن غياب
الأب، بأنه "عاد إلى مسقط رأسه في الجبل ولقي حتفه في جريمة قتل"، وذلك
في محاولة لإخفاء معالم جريمتهم النكراء التي دامت ست سنوات.