اختتمت يوم الأحد 2 يونيو 2024 بالقاعة
الكبرى لجماعة فاس، أشغال ندوة حول موضوع "الذكاء الاصطناعي في خدمة
الجمعيات"، بمشاركة باحثين مختصين في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية.
وتأتي هذه الندوة تتويجا لسلسلة من
التكوينات في المجال الرقمي، لفائدة جمعيات المجتمع المدني، قامت بها "جمعية
التربية الرقمية"، بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة، المكلفة
بالعلاقة مع البرلمان. إيمانا بالدور الكبير الذي أصبحت تلعبه الرقمنة في دعم قدرات
النسيج الجمعوي من أجل المساهمة الفعالة في التنمية الشاملة و المستدامة، و تهدف
الوزارة من خلال هذا التكوين -وتكوينات أخرى- إلى الوقوف على الإكراهات و المعيقات
التي تقف امام الجمعيات للإنخراط بقوة في مجال الرقمنة، ومجالات أخرى، في إطار هدف
عام يروم تعزيز القدرات التنظيمية والمؤسساتية للفاعلين في جمعيات المجتمع المدني.
وافتتحت الندوة، بتلاوة آيات بينات من
الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني، تلتها كلمة شكر وترحيب لرئيس "جمعية
التربية الرقمية" السيد كريم العمراني، ثم تناول الكلمة السيد رضا مقتدر ممثل
الوزارة، الذي أكد على جدية الوزارة في تشجيع جمعيات المجتمع المدني على استعمال
التكنولوجيا الرقمية بالنظر إلى أهميتها المتزايدة، ودعم مشاركة المواطنين في
الشأن العام، مضيفا أن الوزارة تعمل، من خلال هذا البرنامج، على دعم الجمعيات في
مسلسل الرقمنة، في أفق خلق مجتمع مدني منخرط ومتمكن في مجال الرقمنة.
هذه الندوة شهدت إلقاء ثلاث مداخلات،
الأولى تحت عنوان" مدخل إلى الذكاء الإصطناعي" ألقتها الأستاذة مريم
جناتي ادريسي، التي سلطت الضوء على تاريخ الذكاء الاصطناعي، وضرورة التعرف في
عصرنا الحالي على علم و خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وأنواعها مثل خوارزميات اللعب
ضد الحاسب، إلى جانب فهم خوارزميات التعلم بالإشراف.
المداخلة الثانية كانت من تقديم
الأستاذ خليل حافظ العمراني، الذي تطرق إلى موضوع " مبادئ وأخلاقيات الذكاء
الإصطناعي"، دعا من خلال عرضه صانعي السياسات وواضعي القوانين إلى إسباغ
القيم والمبادئ الأخلاقية على الذكاء الاصطناعي، بغية حل المشكلات الأخلاقية
وتخفيف المخاوف ذات الصلة بهذا الحقل.
أما آخر مداخلة فكانت من تأطير الأستاذ
عبد الكريم لبطيرة تحت عنوان "تطبيقات الذكاء الإصطناعي ودورها في مساعدة
أصحاب الهمم"، حيث استطاع من خلال العرض الذي قدمه أن يجعل القاعة تؤمن بأن
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة يتسلى الناس بأخبارها وابتكاراتها؛ بل تحمل كذلك
أملاً بتغيير جذري في حياة ذوي الإحتياجات الخاصة.
و في الأخير كانت محطة التتويج، وزعت
فيها الشواهد التقديرية، وأخدت صور تذكارية بزي التتويج للمتوجين قبل حفلة
شاي.
هذا، ويعتبر هذا المسار الذي توجه هذا
الحفل البهيح، دعوة للمجتمع المدني من أجل مواكبة التحولات الرقمية و استثمار
الأدوات الحديثة و الانظمة المعلوماتية و التطبيقات الذكية و الخدمات الرقمية
للرفع من فعالياته في أداء ادواره المتنوعة.