وفق معلومات
متداولة بكثرة فإن أصل تسمية المدينة راجع إلى ثلاث روايات تتواتر من جيل إلى جيل، الأولى فحواها أن أصل الكلمة لاتيني، وقد أطق
هذا الإسم (وزان) على المدينة من طرف أحد
أباطرة ونبلاء الرومان، كان ولي عهده يحمل اسم أوزينوس، ومنه اقتبست كلمة "وزان" لقداسة الإسم النبيل.
وأما الرواية
الثانية فمبنية على اسم نهر يمر بالمدينة يطلق عليه "واد الزين"
ومنه اشتق أيضا اسم المدينة
"وزان".
والرواية
الثالثة لسبب التسمية، أن الإسم اشتق من
الكلمة العربية "الوزان"، التي أطلقت على أحد الأشخاص المسمى بعبد
السلام الذي كان يضع -ميزان- موازين له
بمدخل المدينة بمحل يعرف بالرمل، حيث كان التجار ملزمون باللجوء إليه يوميا
وطوال وقت التسوق والتجارة، لوزن بضائعكم
وسلعهم فأطلقوا عليه إسم الوزان، لكثرة قيامه بعمليات الوزن بالميزان، هذا
الإسم حملته المدينة فيما بعد، نظرا
لتكراره وكثرة تداوله.
وردت في كتاب
"الروض المنيف" حيث أشار صاحب الكتاب سيدي عبدالله بن الطيب أن
مئذنة المسجد الأعظم بوزان هي في الأصل من
تأسيس الفاتح لشمال إفريقيا موسى بن نصير ، إبان عهد بني أمية، الشيء الذي
يؤكد على أن المدينة كانت قائمة في ذلك
الوقت، ويستنتج من هذه الرواية أن المدينة نشأت في العهد الأموي.
وجاء في كتاب
"دعامة اليقين" لمؤلفه أبى القاسم العزفي (ت633ه)، أن أبا طاهر أحد مريدي الشيخ سيدي أبي يعزي
يلنور (المعروف بمولاي بوعزة) كان خطيبا بمسجد وزان الشهير وهذا في القرن السادس
الهجري، معززا بذلك عراقة المدينة.
كل هذه
الروايات، الشفهية منها والكتابية، تدل دلالة جلية على أن الجذور التاريخية لمدينة
وزان موغلة في القدم، إلا أن التحديد الدقيق لتاريخ تأسيس هذه الحاضرة المضيئة ،
لا يزال غامضا لندرة الوثائق والمخطوطات -الموجودة- والتي للأسف لم يكشف عنها النقاب بعد. ومنها ما
ضاع وخاصة الوثائق النفيسة جدا التي كانت مودعة بخزانة زاوية مولاي عبدالله
الشريف، حيث ضاعت في ظروف غامضة.
و
الراجح أن المدينة سميت باسم وزان تيمنا ب"الوزان" صاحب الميزان المذكور، الذي يزن بضائع التجار و الفلاحين
الجالس في باب الشوق الرئيسي للمدينة ، وهو اشتقاق ذا مغزى عظيم يحيل إلى صفة
العدل المتصف بها باصم المدينة ببصمات
التمدن والتحضر مولاي عبدالله الشريف وزاويته الوزانية العظيمة ناشرة الدعوة إلى الله والمحصنة للأحواز، -ما
اتصف به- من "وزن وتوازن واتزان وميزان" ، وكل معاني الإسم مستقاة من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله
عليه و آله و سلم.
وتؤكد كل
المصادر التاريخية أن المدينة لم تشتهر وطنيا وعالميا إلا بفضل مؤسس الزاوية
الوزانية الجد الأكبر للأشراف الوزانيين، مولاي عبدالله الشريف وخلفاؤه، حيث
أعطاها إشعاعا خاصا على المستوى العلمي والصوفي والجهادي، فضلا عن العمق الاجتماعي
والإنساني والصناعي والفلاحي، مما جعل للمدينة مكانة متميزة بين المدن والأقطار
والأمم، وفق ما سنرى في مقالات أخرى
سنعالج فيها وزن وحضور المدينة الاقتصادي وغيره.
عبدالإله
الوزاني التهامي