بقلم الأستاذة
امال بنعبدالرسول
الأصدقاء
الحقيقيون، هم من يمتلكون عطاء ومحبة وصبرا وأخلاقا، هم الذين لا حدود لإنسانيتهم،
يواصلون معك الطريق، يساندونك عند الحاجة، إنهم ذاك الجذع الصلب الذي تلجأ إليه،
كلما ضاقت بك الدنيا وأحاطت بك المحن والبلايا.
الأصدقاء
الحقيقيون، هم منبع الوفاء والسعادة والطمأنينة والسكينة. الأصدقاء الحقيقيون، هم
من يقوون لديك الشغف بالحياة، بما حباهم الله من عفوية وتسامح، هم، على الدوام، من
ينيرون لك الطريق بتضحياتهم وإيثارهم، يجعلون من قلوبهم وطنا لك، منه تستمد الرحمة
والدفيء.
الأصدقاء
الحقيقيون لا تحتاج معهم لاستدرار عطفهم وطلب الدعم والسند، يفاجئونك بمبادراتهم،
يكونون السباقين للعون والمدد.
الأصدقاء
الحقيقيون يذكرونك باستمرار بفضل الله جل جلاله وبكرمه، يستلهمون منهج الصالحين،
الحارسين على أن يكونوا القدوة، قبل أن يبادروا إلى الدعوة والوعظ. فما أجمل
الحياة حين تهديك أنوارا من الرحمة والفضل والكرامة والتميز.
ما أروع
الحياة عندما تشيع في النفس أنوار المحبة، وتقربك من أسرار ورحمة السالكين
المؤنسين، وفضل الشاكرين الذاكرين، وتميز الأنقياء، خاصة في وقتنا الحاضر، حيث
أصبح فيه كل شيء موحشا وغريبا.
فمتى وجدت من
يَغارُ على إنسانيته، من ينتصر على هواه وأنانيته، فتمسك به واجعله لك رفيقا
وصديقا، ليكن مرآتك، الشفافة الصادقة، التي لا تكتفي بالكشف عن ذاتك فحسب، بل
وتكون أيضا، المعين الذي يمنحك الطاقة الإيجابية على تقويم ما يعتريك من ضعف،
وتجاوز ما يمكن أن يصيبك من شعور بالإحباط واليأس.
لقد خبرتُ
المعاناة واكتويتُ بلهيب الآلام طوال رحلتي مع الداء الذي ابتليت به (سأعود إن شاء
الله، إلى الوقوف عند فصول تجربتي مع المرض، في مقالات لاحقة، إن شاء الله)، ولولا
عطفكم، أحبائي وأصدقائي، لولا ما تحليتم به من مروءة ونكران للذات، من دعم وعطاء
وروح إيثار، ما كنت أبدا لأقدر على الصمود.
كنتم، وما
تزالون، تلعبون في حياتي أدوار عدة، أدوار الأبوة والأمومة والأخوة والقربى
والأحبة. لكم جميعا، أقول لكم، وحيثما كنتم: لكم موفور الشكر والامتنان، أنتم
قدوتي ومبعث فخري، لن أنسى فضلكم عليَّ، بعد فضل الله، الذي أتوجه إليك مبتهلة
وسائلة أن يكرمكم بحسن الجزاء، وأن يكتب وقفاتكم إلى جانبي، وأنا أسارع الداء، في
صحائفكم، لتضيء لكم سبيل الصراط نحو جنات النعيم إن شاء الله.