بقلم الأستاذ
حميد طولست
وتعويضا عن كل
مزايا الفرجة ،المذكورة أعلاه وغيرها كثير ، المرتبطة بمشاهدة المباريات الرياضية
من على مدرجات الملاعب عامة ومبرايات كأس العالم على وجه الخصوص ، والتي لم يمنعني
من الوصول إليها ، إلا مشاق السفر لآلاف الأميال ، وجعلني اكتفي ،كما غيري كثير
جدا، بالانغماس في مجريات مبارياتها المتفردة والساخنة - وربما الأكثر تفرداً
وسخونة-التي تقام في قطر ، جالسا في البيت أحدق في الشاشة أمامي ، الحال الذي
أشعرني بالملل ، ودفع بي ، بتحفيز من زوجتي ، لتجريب الفرجة في المقهى ، المكان
العام ، والأرضية الاجتماعية المشتركة ،والتي لا توازي مشاهدة مباريات كأس العالم
من على المدرجان ، - وإن كانت أكثر إثارة من الفرجة بالبيت مع أفراد العائلة وما
يستلزم ذلك من الإلتزامات التي يفرضها حضور
الأبناء والأحفاد والآباء - بما يصنعه روادها من أجواء رائعة بتفاعلهم عن
بعد مع كل حركة يقدم عليها اللاعبون داخل الملعب، والذي يعبرون عنه بأصوات
صراخاتهم المختلفة حسب الموقف ، التي تكون صاخبة عندما يسدد لاعب كرة قوية تصطدم
بالعارضة ، وتكون زائرة عندما يتمكن لاعب من قطع الكرة بطريقة جيدة، أو عندما يسدد
لاعب كرة بعيدة عن المرمى ، وهامسة ناحبة عندما يُسجل هدف في مرمى الفريق الذي
يشجعونه ، ما يجعل متعة الفرجة لا تكمن في جودة المباراة ، أو مستوى لاعبيها
فحسب-رغم أهميتهما- ولكن في ما يصنعه الجمهور المحيط بك ، لأن الجمهور هو كيان
بشري يعطي المباريات مذاقا مختلفا ويخلق أجواء رائعة في المدرجات ، كما في المقهى
على حد سواء ،أو تقريبا..