الرائعون،
زهرة في بستان الرحمة، يحيطونك بصفائهم ومودتهم، تستشعر قيمتك كانسان عند لقائهم،
يجعلونك تبحر في بحر أحلامك، مبتغاك أن تكون أنت، أن تكتشف ذاك الكائن الذي
بداخلك، الكائن الذي غيبه من لايعي قيمتك الإنسانية.
إنهم زهرة في
بستان الرحمة والود، تغدق علينا من نسيمها، معلنة ميلاد إنسان آخر، قويا بشغفه، متجددا بطموحه.
هؤلاء، فعلا،
تستشعر معهم البساطة والعفوية، يمتلكون من المحبة ونقاء النفس ما يغنيك عن سواهم.
لسان حالهم يقول: نحن هبة القدر، نحن عطية
السماء إليك، مكافاة على وفائك وتفهمك، جزاء لصبرك وصمودك، تقديرا لتحديك الشدائد،
إكبارًا لتمسكك بشعلة الأمل متقدة في قلب ينبض بالحب والصفاء..
مع هؤلاء الرائعين، تستشعر وجودك الحقيقي، بعيدا
عن التفاهات. وأنت تتحدث إليهم، تستشعر ، في دواخلك، سكينة وأمانا وسلاما وجمالا،
مشاعر راقية تغمر كيان نفس أرهقتها أشياء كثيرة، نفس صامدة،مكافحة، قنوعة،
مثابرة،راضية بقدرها، لاتتوق سوى للسكينة والبعد عن الضجيج، ضجيج الأفكار و القلوب
و الضمائر. فأن تسلم من أنانية الآخرين، من تصنعهم، من أقنعتهم المتعددة، من
نظرتهم وطريقة تفكيرهم، من شكل إدارتهم لحياتهم ، من الصدأ الذي طال البالي من
عوائدهم ، فمعنى ذلك، أنك تنتفض لتكون
أروع، لتكون أنت من أنت، تمثل نفسك فحسب، تعبر
عن ذاتك بأسلوبك أنت.
لهؤلاء أقول: أنتم شغف الحياة. ستظلون تسكنون أعماقنا، نستحضر طيبتكم وتعاطفكم، سنظل أوفياء لتلك
القلوب النظيفة العطوفة التي اسعدتنا وأهدتنا أكبر هدية، هدية الشعور بالفرحة والاطمئنان والرضا بما
أتانا ربنا، كلما كان لنا حظ النظر إليكم
والتواجد بينكم.
لقد تعلمنا منكم دروسا في الصدق والوفاء،
واستلهمنا الكثير من العبر.
لهؤلاء اقول:
أكرمكم الله تعالى أضعاف ما أكرمتمونا. أنتم
مبعث الفخر في نفوسنا.
منكم نستمد الوقود لصمودنا وتجدد شعلة الأمل في كياننا.