حينما يستشعر
المرء منا قيمته وعظمته فيما بؤمن به، حين يحس بأنه قادر على العطاء، وأن عناية
الله جل جلاله تشملك، تتولد بداخلك روعة الايمان بنفسك ،فتترجمها كفاحا وصمودا.
ويبقى وليد الركراكي، المدرب الإنسان، وليد
العزة والكرامة والتميز ، وليد النية الصادقة الصدوقة، وليد ظروف اجتماعية، وإن لم
تكن سهلة، إلا أنها جعلت منه انسانا يتوق إلى الفوز والنصر، رجلا متصالحا مع ذاته
ومع الآخرين.
ولعل من أبرز
الخصال وأثمنها ، أن يستميت المرء، ليس من أجل اثبات الذات وتحقيق إنجازات وطموحات
ذاتية فحسب، بل وكذلك، وبالأساس، من أجل أن
يساهم، بالارادة والعزيمة وبحس إنساني مرهف صادق، وبقدرة هائلة ومؤثرة على
التواصل وحسن القيادة والتأطير ،فضلا عن الايمان بمعية الله وعونه ومدده، في
أن يحيي الأمل في النفوس اليائسة، أن يذكي
فيها حرارة الاعتزاز بالانتماء للوطن
والأمة.
لقد جعلتنا،
أيها البطل، ندرك أنه بالإمكان أن نصنع المستحيل. استطعت ترويض الأسود وقيادته نحو
القمم العالية.
لقد اثبتت خطأ
مقولة لطالما استبدت بالنفوس والاذهان : "هكذا أنا، وهكذا سأبقى، ولن أستطيع
أن أغير شيئًا.
عندما تغدو
الفرحة فرحة أمة، فرحة أوطان، فرحة شعوب من كل الأصقاع، والمناسبة ملحمة
انتصار أسود الأطلس على منتخبات الأسبان
والبرتغال وبلجيكا، نتذكر تلك الملاحم
التاريخية الكبرى التي كان أبطالها أجدادنا وأسلافنا عبر العصور، نتذكر معركة الزلاقة ووادي المخازن، نتذكر ثورة
الملك والشعب والمسيرة الخضراء، نتذكر موقعة مكسيكو 1986 وبادو الزاكي والتيمومي
وكل الأسود التي عبدت الطريق للركراكي وزياش،
لحكيمي ولمرابط ولكل عناصر الكتيبة
الوطنية الشجاعة، وهم يهبون لربط الحاضر الواعد بالماضي المشرق، نتذكر أمجاد هذه
الأمة التي سعى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تكون خير أمة أخرجت للناس.
هذه نماذج طيبة لشباب في مقتبل العمر، حاملين
مشاعل المودة والتكافل والتعاون وحسن الخلق.
حقيقة، حين
تكون التربية صادقة صدوقة تكون هذه هي الثمار، أمهات لايمتلكن شهادات ولا جاه ولا
مناصب،
لكن يمتلكن
نقاء الفطرة وصدق المشاعر وعفوية الحديث، فكان أن أهدينا للوطن والعالم أسودا
ترتجف النفوس عند زئيرهم. وما يزيد هؤلاء الفتية بهاء وجمالا هو افتخارهم
واعتزازهم بأمهاتهم وهرولتهم نحونهن
لمعانقتهن وتقبيل رؤوسهن اعتزازا بهن
واعترافا بما بذلوهن من جهود وتضحيات من أجلهن، ومكافأة لهن على كونهن غرسن
في قلوبهم فضيلة الانتماء وحب البلد. وحين يكون المدرب، قائد الفريق، بكل تلك
العفوية، وبكل ما يعبر عنه من محبة
وتقديرا للذات وللغير، ومن دعوة لإعمال " النية"، يكون العطاء، ويكون
الموعد مع الثمار اليانعة.
شكرا لكم جميعا، فخورون بكم، وحسبنا اعتزازا بكم،أيها الأبطال. سر ، سر ، سيروا بنا نحو المزيد من النجاح والتألق..