وذكرت الصحيفة
- في مستهل تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني في هذا الشأن - أن القمة
الحالية تأتى بعد أكثر من ثماني سنوات على دعوة الرئيس الأسبق باراك أوباما لأول
مرة قادة من جميع أنحاء إفريقيا إلى البيت الأبيض، ومنذ ذلك الحين، استغلت العديد
من القوى العالمية الأخرى فرصة غياب الحوار مع إفريقيا وتوددت إلى العديد من
بلدانها، ومن بين هذه القوى روسيا وتركيا والصين، التي ظلت تعقد منتدى كل ثلاثة
سنوات لتعزيز العلاقات مع إفريقيا وتوسيع نفوذها في القارة السمراء.
وسلطت
الصحيفة، في تقريرها، الضوء على اجتماع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع رؤساء
جيبوتي والنيجر والصومال، حيث شكرهم على تعاونهم مع الجيش الأمريكي وانتقد في
الوقت نفسه ما وصفه بالسياسة التي تنتهجها الصين لتوسيع نفوذها الاقتصادي في
إفريقيا.
وقال أوستن عن
الصين:"إنهم لا يلتزمون بالشفافية دائما فيما يتعلق بما يفعلونه وهذا يخلق
مشاكل ستؤدي في النهاية إلى زعزعة الاستقرار إذا لم تكن كذلك بالفعل"،
مضيفا:" أن روسيا تبيع أسلحة رخيصة وتدعم المرتزقة وأعتقد أن الجمع بين تلك
الأنشطة من قبل هذين البلدين، يستحق المراجعة".. كذلك شارك وزير الخارجية
أنتوني بلينكن في الاجتماع مع أوستن وعقد اجتماعات أخرى مع القادة الأفارقة، فيما
حضرت نائب الرئيس كامالا هاريس ومسئولون ومشرعون آخرون جلسات حول الشتات الإفريقي
والمجتمع المدني وتغير المناخ.
وتعليقا على
الأمر، كتبت "وول ستريت جورنال" أن القمة تأتي في الوقت الذي تسعى فيه
الولايات المتحدة إلى حشد تحالف عالمي يهدف إلى عزل روسيا بسبب عملياتها العسكرية
في أوكرانيا والحفاظ على دعم كييف في جهودها الحربية، خاصة بعدما واجهت الدول
الغربية مقاومة من بعض أكبر الدول النامية في العالم التي لها علاقات مع موسكو،
بما في ذلك البرازيل والهند وجنوب إفريقيا.
وأضافت:"أن
العديد من القادة الأفارقة يعتبرون التنمية السريعة التي حققتها الصين في فترة
قصيرة قصة نجاح اقتصادي؛ حيث أشار رئيس غانا نانا أكوفو أدو يوم أمس الثلاثاء إلى
أن الصين لا تحتاج إلى مطالبة أي دولة أخرى بالاحترام.. وقال: "دعونا نجعل
قارتنا مكانا مزدهرا وناجحا كما ينبغي، وبعد ذلك سيتبعنا الباقون".
وأبرزت
الصحيفة أن حجم التجارة الثنائية في البضائع بين الولايات المتحدة وإفريقيا بلغت
64.3 مليار دولار العام الماضي، بانخفاض أكثر من النصف منذ عام 2008، وفقا لمكتب
الإحصاء الأمريكي الذي أرجع السبب في الغالب إلى استبدال النفط الصخري في الولايات
المتحدة بواردات النفط الخام من دول مثل نيجيريا، فضلًا عن زيادة التوترات خلال
فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب وما تلى ذلك من تعقيد الصعوبات أمام دول
القارة فيما يخص الحصول على لقاحات كوفيد-19 في عام 2021 والآثار التي خلفتها
العقوبات الغربية على أسعار الوقود حتى تصور الأفارقة بأنهم يحتلون مرتبة متدنية
في قائمة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، على حد قول الصحيفة.
من جانبه، قال
مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان: إن الهدف من القمة هو أن تبرهن واشنطن
للقادة الأفارقة أن الولايات المتحدة شريك موثوق لتحقيق أهدافهم التنموية، دون
إجبارهم على الالتزام بخط واشنطن بشأن القضايا الدولية، مثل الحرب في أوكرانيا..
وقال:"نحن لا نتعامل مع هذا من وجهة نظر إكراه دول أخرى هذه ليست الطريقة
التي ستتعامل بها الولايات المتحدة مع شركائها في إفريقيا".
وأكد سوليفان أن
الولايات المتحدة ستلتزم بمبلغ 55 مليار دولار لإفريقيا، وهي قارة يبلغ عدد سكانها
1.4 مليار نسمة، على مدى السنوات الثلاث المقبلة في مبادرات رئيسية مثل تعزيز
دفاعات البلدان ضد تأثير تغير المناخ وبناء أنظمة كهربائية لا تعتمد على الوقود
الأحفوري وتحسين الرعاية الصحية فيها.
ويشار إلى أن
رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أشغال قمة قادة
الولايات المتحدة وإفريقيا، التي تنعقد بالعاصمة الفدرالية الأمريكية ما بين 13
و15 دجنبر الجاري.
ويتضمن برنامج
هذه القمة، التي تجمع ممثلي حوالي 50 بلدا، والمجتمع المدني والقطاع الخاص من
القارة الإفريقية، فضلا عن مسؤولي الإدارة الأمريكية ومفوضية الاتحاد الإفريقي،
العديد من اللقاءات والجلسات الموضوعاتية تهم عددا من القضايا.