بقلم
البروفسور حسين علي غالب بابان أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا
صورة سوداوية
الكثير منا يتبناها ، وما أن تبدأ معه بأبسط حديث حتى ينفجر بوجهك وكل حديثه شكوى
ومشاكل لا تعد ولا تحصى ، وأنا هنا لست معه بهذا الأسلوب كما أنني لست ضده أيضا
فالخالق أعطانا شيء وأخذ شيء ،والكمال له وحده فقط وبالطبع نحن مجتمع مثل بقية المجتمعات يعاني من
مشاكل .
من حقنا أن
نفرغ ما في صدورنا ، فنحن بشر لدينا حد معين للاحتمال ، والحياة ليست بالسهلة فهي
حرب بكل ما تعنيه الكلمة، لكننا مطالبين بالانصاف بنقل الحقيقة كما هي من دون أي
إضافة أو تعديل ، حتى نتمكن من حلها بشكل جذري ونهائي ولا نعود لها مرة أخرى .
ما أجده هو
مبالغة حتى في أدق التفاصيل ،وجلد للذات وتضخيم مشاكل سخيفة لا قيمة لها وجعلها
فاجعة ليس لها مثيل يذكر ، وكل هذا يعرض بأسلوب فج ومنفر مما يزيد من الطين بلة.
يعتقد البعض خطأ أنه عندما يكبر من المشكلة فأن
الأضواء سوف توجه عليها ، وهكذا سوف تحل بوقت قياسي ، وكلنا يعلم أن هذا ليس صحيحا
، وما علينا إلا أن نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لنجد مشاكل سخيفة وهزيلة لكن
هناك مئات وحتى الالاف قد تفاعلوا معها وجعلوها مسألة حياة وموت .
نحن نزيد
الأمر تعقيدا أضعافا مضاعفة فهناك وقت وجهد ومال تم هدرها مقابل "لغو الكلام
" ، بينما لو حددنا أولوياتنا وطرحنا مشاكلنا بإنصاف وهدوء وتحكيم العقل أولا
وأخيرا لكانت مشاكل كثيرة حلت وبجهود شخصية حتى من دون أي تدخل حكومي، فالمجتمع
يحتوي على نخبة أكاديمية وهؤلاء يجب الرجوع لهم كل واحدا منهم حسب اختصاصه .