كان ضميري
بمثابة صوت هادئ يُخْبِرُنِي أَن أحدًا يَنْتَظِرُنِي... نَحْن منْ ؟ نحنُ أولادُ
و بناتُ الجَنُوبِ الشرقي ... الجهةُ المنسيةُ لكن ينبغي أنْ نعملَ لِنعيد
الإعتبارَ لِأَنفُسنا أولًا ... لا
نستطيعُ الإبتعادَ ، لكن سنبتعد، نحن مجبرين أن نفعل، و سنفعل ... حان موعد الوداع
، لكن كيف سأودعكم
كيف سأودع أمي
،أبي،أخي،أهلي جمعاء، لا أستطيع أن أترك بلدا وهبني الدفء ، كنت أستيقظ على صوت
جارتنا السُعدية و هي آتية لتستعير من أمي شيء ينقصها تارة : الجزر، بطاطس، ثوم...
كنت أستيقظ على أناس كلهم سخاء... كنت أستيقظ و أنا مبتسمة حين أسمع أمي زُبَيْدة
تقول لها : "لا أملك سوى واحدة ...ولكن لا عليك سأقسمها،جزء لك و جزء
لنا" صورة جارتنا رُقية التي عرضت
جزء من منزلها للبيع لتستكمل ابنتها الدراسة، جارنا الحُسين الذي باع كل غنمه من
أجل ابنه حُسام المريض... بلدا كله سخاء...
مازلت أتساءل
هل سأهجُر كل هذه التفاصيل يا أمي؟
لا أريد و لكن
أنا مجبرة من أجل عائلة تنتظر و بلاد أريد أن أعود إليها حاملة معي علما غزيرا و
أساسا جديدة و سأعود لأنشرها بمنطقتي ... منطقة الجنوب الشرقي سأعود و أحكي قصصي كلها
لكم سأحدثكم أن السعي ليس سهلا و لا يسيرا ولكن ينبغي أن نفعل ، السعي ليس هين
أبدا ولكن كفانا تحسراً ... سأعود لبلادِي
و أحكِي عن معنىَ التحدي و القتال بل و سأكونُ قدوة لكم
سأحدثكُمْ عن
أبسطِ الصعوبات أحياناً لأزرعَ فيكُم التفاؤُل بالقادمِ ... و سأحدثكُم عن أصعبها
أحياناً أخرى لتستشعروا حلاوةَ الأشياءِ البسيطةِ التي
تملكونَها ولا
تعرفُون قيمتهَا.