أيوب تاسي
سعت جمعية
" أميج " منذ تأسيسها يوم 19 ماي 1956 على يد مجموعة رجال الحركة
الوطنية وعبر مسيرتها المتميزة في بناء الشباب على أسس قيم الحرية والكرامة
والديمقراطية والمواطنة، وغرس القيم الإنسانية وزرع المنهج الفكري المتجدد
فالجمعية خلال كل مؤتمراتها ركزت على تقييم حصيلة أعمالها تنظيميا وتربويا وثقافيا
من حيث النجاحات والإخفاقات، ثم الوقوف على الصعوبات التي حالت دون بلوغ الأهداف
المسطرة وقرارات مؤتمراتها الوطنية السابقة، منذ عهد مؤسسها الشهيد المهدي بن بركة
الذي أشرف على إطلاق طريق الوحدة كأكبر مشروع تطوعي قبل مشروع المسيرة الخضراء سنة
1975 في المغرب الحديث بمساهمة الشباب وعقد آمال عليهم، فشباب جمعية أميج كان
ولايزال له الدور الأساسي والركيزة الأساس في بناء العمل الجمعوي الجاد والأصيل
الذي تنهجه لاميج كملحمة للنضال والعطاء ومدرسة للأجيال.
جمعية "
أميج " التي تمكنت من ضمان استمراريتها وإشعاعها من خلال توليها
التأطير الفكري والثقافي لعموم الشباب، ومواكبة الأطفال والاهتمام بقضاياهم
التربوية، والغوص في العمل الاجتماعي ومقاربة النوع، كونها من بين المنظمات الأولى
التي انتبهت مبكرا إلى أهمية الاستثمار في الرأسمال البشري مع الإيمان العميق
بقدرة الشباب على رفع تحديات بناء المغرب الجديد، مع الرهان على عنصر التربية وذلك
بفضل هذه الأجيال المتعددة وتعاقبها على إشراف الجمعية، وتركتها بصمات
على مشهد السياسة العمومية والمجال الثقافي والفضاء التربوي، كون الجمعية شكلت
بالفعل مدرسة حقيقية، وفق تشبث أعضاء وأطر الجمعية من نساء وشباب ويافعين وأطفال
بالمبادئ والقيم الإنسانية.
نبني الشباب
والشباب يبني الوطن...، يعتبر الشعار الخالد للجمعية والرؤية الواضحة لإعداد
الأجيال الصاعدة للجمعية، وبث روح التضامن وترسيخ قيم المواطنة والمساواة ونبذ
الأنانية والانتهازية لدى الشباب، رغم الظروف الصعبة التي عاشتها الجمعية خلال
السنوات الماضية، ظل صمود أطر وأعضاء الجمعية والاعتماد على العمل التطوعي، دافعا
لمواصلة الإسهام في بناء المغرب الجديد والتشبث بقيم الحركة التطوعية والديمقراطية
والمواطنة خدمة للطفولةوالشباب، واستحضار ما ساهمت به الجمعية بالنسبة
لجيلنا كشباب على مستوى تملك بعض القيم الإنسانية التي كان لها بالغ الأثر في
مساراتنا أسريا ومهنيا، وفي كل ما أقدمنا عليه من مبادرات، وفي مقدمتها قيم التطوع
.
مؤتمرات لاميج
...محطة تاريخية من عمر الجمعية ومسيرة شاهدة على مكانتها الجمعوية فقد تزامن
انعقاد المؤتمر الوطني السادس عشر هذه السنة مع الاحتفال بالذكرى السابعة والستين
لاستقلال المغرب والذكرى التاسعة والعشرين لتوقيع المغرب على الاتفاقية الدولية
لحقوق الطفل، حيث تؤكد الجمعية من خلال مشاريع وأوراق مؤتمرها الوطني 16 على ضرورة
اعتماد المقاربة الحقوقية التي تصب في مبدأ الحق بالاعتماد على القيم الكونية
لحقوق الإنسان، والمقاربة التشاركية وتنمية الثقة في النفس والشعور بالمسؤولية من
أجل اتخاذ القرارات، وتيسير عملية التخطيط الجماعي، كما تشدد الأوراق على مقاربة
النوع الاجتماعي التي تهدف إلى تمكين النساء من وضعية عادلة ومنصفة في حقهن مع
الأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهن الخاصة كنساء، فيما شددت مقاربة الاندماج
الاجتماعي على تسهيل عملية اندماج جميع الفئات المجتمعية بشكل يحترم حقوق كل فئة
ويأخذ بعين الاعتبار خصوصياتها.
يؤكد المشروع
الثقافي للجمعية أيضا على ضرورة إخضاع تجربة الجمعية بالمشهد الثقافي للمساءلة
ولمجهر النقد الذاتي، والإجابة عن مجموعة أسئلة مشروعة لوضع استراتيجية العمل
الثقافي، والتي تتعلق بالأخطاء المرتكبة التي ساهمت في تراجع العمل الثقافي
والعمل التطوعي .
جمعية لأميج..ما
بين 1956و2022 رافقت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة متغيرات عدة، شملت
توسعها الجغرافي وطريقة عملها، واشتغالها وانفتاحها على مختلف المنظمات الحكومية
والغير الحكومية ، فبهذا العمق التاريخي والرصيد الرمزي الذي راكمته فقد ارتبط في
حقيقة الأمر بمسألة جوهرية، وبقيم التطوع والاعتراف ونكران الذات، وصيانة العمل
الجمعوي التطوعي و الحفاظ علية وتحصينه من كل ما من شأنه أن يؤثر على هويته
التقدمية والحداثية والتشبث بمبادئها التي جعلتها دوما مدرسة لترسيخ قيم التطوع
والمواطنة.