بقلم الأستاذ
حميد طولست
إذا أنت أكرمت
الكريم ملكته وإن أكرمت
اللئيــــــــــم تمرَّدا
إِذا المَرءُ
لا يرعاك إلا تكلفا فَدَعهُ وَلا
تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
وَلا خَيرَ في
خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ وَيَلقاهُ مِن
بَعدِ المَوَدَّةِ بالجفا
وهذا لا يعني
أن : "خِرنا ذكر اللي كلاه كينكر" كما يقول المثل المغربي الدارج ،
والذي معناه أن المعروف لا يثمر ، ويُقابَلُ دائما بالإساءة ، وإنما يعني أن بعض
لؤماء الناس ليسوا أهلا للمعروف ، ولا سثمر فيهم ، مصداق لقول "ليون تولستوي:
"مهما خدمت البشر، ومهما ضحيت من أجلهم ، فلا تنتظر منهم عرفانا للجميل"
القول الذي يؤكده قول المتنبي:
ومن يعمل
المعروف من غيرأهلهxxيصبح حمده ذما عليه ويندم.
صحيح أنه لا
مجال للتعميم ، رغم أنها خصال تؤلم الناس ، لكنها في المقابل تعلمهم أن لا يندموا
على تعامهم الطيب مع الجميع الناس، الذين يسعدهم المخلص منهم ، ويمنحهم السيء من
بينهم التخربة ، ويكون الأسوء منهم درسا قيما لهم في الحياة، أما الأفاضل فيتركون
فيهم الأثر الطيب الذي يبقى عالقا في الذاكر ، كما هو حال الأثر المشرف الذي حفره
في ذاكرة الشعب المغربي ، إصرار الرئيس التونسي السابق المرحوم "لحبيب
بورقيبة" على المشاركة في حمل نعش الملك العظيم المرحوم محمد الخامس إلى جوار
ربه ، وكما سيظل التونسيون يتذكرون من كان لهم أخا وسندا في السنوات العجاف ، يوم
كانت تونس ممزقة خارجة للتو من أتون العمليات الإرهابية التي خربت سياحتها ، كما
الملك محمد السادس الذي كان رئيس الدولة الوحيد الذي زارهم في 2014 ومكث بينهم
عشرة أيام متجولا في شوارعهم دون حراسة ، كما أنهم لن ينسوا أن الدار البيضاء خرجت
يوما ما برجالها ونسائها نصرة لفرحات حشاد ، وأن المغرب شعبا وملكا كان مستعدا
لحماية الشعب التونس عسكريا ..كما أن التاريخ سيشهد هو الآخر، بأنه لم يعرف رئيسا
جحد وباع وخان ونقض وتواطأ وتكالب على الشعب المغربي ....بخرجوه عن ثوابت
الدبلوماسية الخارجية التونسية التي التزمت بها تونس منذ بداية الاستقلال تجاف
المملكة .
فليس بغريب
على من أفرغ تونس من كل خصال العزّة والكرامة، وخرب وضعها الداخلي وفجر كل عناصر
التوتر فيها، ألا يستدير ليطعن المملكة المغربية في الظهر ، لجهله بأصول وقواعد
وأساليب الرد والتأديب المغربي ، وليسأل عنه أسياده الكبرانات ، لكن إذا عرف السبب
بطل العجب ، فقيس حسب صندوق النقد الدولي رئيس على حافة الإفلاس، والمفلس عادة ما
يقبل جميع العروض طمعا في إنقاذ وضعيته ويمد يده نحو أية قشة يراها لتفادي الغرق.
وأختم حديثي
عن خيانة قيس البائس بقولي "قبّح الله الفقر" ولا أقصد بالفقر هنا ، فقر
الأموال ولا فقر الرجال، ولكني أعني به فقر المبادئ وفقر الأخلاق وفقر المروءة
وفقر الشهامة، وفقر الفكر وفقر العقيدة، وفقر السّياسة وفقر الكياسة وفقر التدبير،
وكل صنوف الفقر التي يشمئز منها أشد الجياع، ويتبرأ منها أحفى الحفاة وأكشف
العراة...