قال محمود
حسن، أستاذ جامعي يُدرس بكلية الحقوق بتونس، إن استقبال الرئيس التونسي، قيس
سيّعد، لزعيم الجبهة الانفصالية "البوليساريو" خلف لدى الشارع التونسي
مزيجا من الاستغراب وتساؤلات كثيرة"، مضيفا أن هذه "الخطوة تبقى لها
طابع سياسي محض، لاسيما أن اليابان منظمة هذا المنتدى لم تقم باستدعاء جبهة
"البوليساريو".
وأضاف حسن، في
تصريح لموقع القناة الثانية، أنه "لوحظ على مستوى الشارع التونسي هناك تقارب
كبير مع الجزائر، وهذا يمليه الجوار، لكن الذي لم يكن متوقعا أن يُقدم قيس سعيّد
بخطوة متسرعة ويستقبل بصفة شخصية ورسمية لزعيم "البوليساريو" والذي يبقى
كيانا مصطنعا".
"خطوة
الرئيس أفرزت ردود فعل في الوسط التونسي، حيث تساءلوا هل القرار السياسي الصادر عن
الرئيس وأيضا الكيفية التي تم تبريره بها طرف من الخارجية التونسية يأخذ بعين
الاعتبار ثوابت التي تعاملت معها تونس بخصوص القضية الصحراء المغربية؟"، يقول
الجامعي التونسي، ثم أضاف متسائلا: " ما مدى مطابقة هذه الخطوة التي أقدم
عليها الرئيس التونسي مع ثوابت تونس بخصوص الاندماج المغاربي والذي لا يحتمل بتاتا
أن يسعى أي أحد إضافة كيان آخر في المنطقة؟، مشيرا إلى أن مثل هذه "المحاولات
تتعارض مع الاندماج المغاربي والذي هو خيار شعوب المنطقة".
وأكد الأستاذ
الجامعي، أن "الشعب التونسي يستحضر عراقة الأخوة بين الشعبين التونسي
والمغربي الشقيق"، مشيرا إلى أن "النقابين التونسيون يتذكرون خروج
المغاربة في مظاهرات تستنكر اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد 1952 وكان التلاحم
بين الشعبين واضحا وتلقائيا ولم ينتظر أي قرار سياسي، كما يستحضر الشعب التونسي
الدعم الذي تلقته تونس في سنوات الثمانينات حين هوجمت مدينة كفصة الحدودية وتم
المساس بوحدة تونس الترابية، بالإضافة إلى محطات عديدة من الدعم المغربي
لتونس"، يبرز ذات المتحدث.
وشدد المتحدث
ذاته في تصريحه، على أن "موقف قيس سعيّد السياسي لن يؤثر على مشاعر الأخوة
بين الشعبين التونسي والمغربي، لذا فالقيادة السياسية عليها أن تراعي الخيارات
الشعبية وأن تتفادى ما يزيد من تعطيل قطار الوحدة والاندماج المغاربي"، مبرزا
أن "مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب تسانده تونس وكذا الشعب التونسي
الذي يرى فيه المنطقية والموضوعية".
وخلص الخبير
الجامعي، إلى أن حل هذه الأزمة السياسية التي وقعت بين تونس والمغرب سيكون عن
"طريق الحوار بين قيادة البلدين من أجل تجاوز هذا التوتر بحكمة وتبصر".