بقلم الدكتور
عبد الواحد الفاسي
و في الحقيقة تأكدنا لآن أكثر من قبل ، من الأمية السياسية للسيد الرئيس الذي ، بتطبيقه حرفيا أوامر أسياده بدون تفكير، يكون قد قام بإهانة كبيرة لكل الدول المشاركة في مؤتمر " تيكاد 8 " لأنه جعلهم في نفس مستوى " الرئيس " بلا دولة و بلا اقتصاد. و أكثر من هذا استقبله رسميا بينما لم يستقبل كل الرؤساء الأفارقة بنفس المستوى.
لو لم يكن استقبل غالي بهذا الشكل لكان الأمر طبيعيا ، لأنه لا يمكن أن يستقبل الرئيس كل الوفود. ولكن بفعله هذا "جابها في العين العورة " كما يقال وسقط في خانة التمييز و العنصرية. لو كان الأمر يتعلق بنا جميعا كأفارقة لكان الأمر سهلا على كل حال. و لكن هذا المؤتمر مع اليابان و ما أدرك ما اليابان الذي لم يتقبل هذا التصرف الصبياني و أكد انه لا علاقة له بهذه المسألة ،وأنه ، أي اليابان، يؤكد أن حضور هذا الكيان لا يعني قبوله و الاعتراف به ، لأنه لا وجود له. و لكن هذا الأمر طبيعي لمحب تبون الاختصاصي في الكذب "المبرق" الذي يظهر دائما بسرعة.
لقد شاهدنا تصرف الرئيس ماكرون الذكي ليقول للجميع أنه ، خلافا لما قاله تبون ، فلم تكن قضية الصحراء في جدول الأعمال ، و تكلم ليعاقبه عن أوكرانيا وليخلق له المشكل مع روسيا.
و بالنسبة لاستدعاء غالي ، فاجأني اليابان بإعلإنه بأن الدعوة ينبغي أن تكون موقعة من طرف اليابان و تونس، وهذا لم يتم بالنسبة لغالي. فحبل الكذب قصير.
على أي حال ، كان موقف المغرب هو الموقف الصحيح وقد نال استحسان كل الدول الحرة في أفريقيا و في العالم. والشعب المغربي سيبقى موحدا حول جلالة الملك لأن هذا لصالح الوطن. و أظن أنه حان الوقت للعمل على طرد البوليزاريو من الاتحاد الافريقي بالقانون كما أنه دخل لهذا الإتحاد بمؤامرة قانونية . لقد تم تغيير منظمة الوحدة الأفريقية التاريخية بالاتحاد الافريقي وتم تغيير القوانين و جعل دولة لا وجود لها من المؤسسين.
ربما حان الوقت لسد هذين القوسين " القدافيين " (نسبة إلى القدافي) و الرجوع إلى مجد أفريقيا ومنظمة الوحدة الأفريقية بقانون جديد ومشَرف لا يقبل ضمن عضوية هذه المنظمة إلا الدول الحقيقية كاملة السيادة ، أي الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. أما المغرب و الحمد لله فهو في الطريق الصحيح و هذا ما يكثر حسادنا. إن الله مع الصابرين.