(رويترز)
قالت موسكو إن
المحادثات بين المسؤولين الروس والأوكرانيين بدأت على حدود روسيا البيضاء يوم
الاثنين مع تزايد العزلة الدبلوماسية والاقتصادية لروسيا بعد مرور أربعة أيام على
غزو أوكرانيا في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
و قال مكتب
الرئيس الأوكراني إن المحادثات بدأت بهدف وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات
الروسية بعد بطء التقدم الروسي بشكل أكبر مما توقعه البعض.
وكانت روسيا
أكثر حذرا مع رفض الكرملين التعليق على هدف موسكو في المفاوضات.
ولم يتضح ما إذا
كان في الإمكان تحقيق تقدم بعد أن شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس
أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية ووضع قوات الردع النووية
الروسية في حالة تأهب قصوى أمس الأحد في مواجهة وابل من الأعمال الانتقامية بقيادة
الغرب.
وقالت وكالة
إنترفاكس للأنباء يوم الاثنين إن القوات الروسية سيطرت على مدينتين صغيرتين في
جنوب شرق أوكرانيا والمنطقة المحيطة بمحطة للطاقة النووية لكنها واجهت مقاومة قوية
في مناطق أخرى مع تزايد عزلة موسكو الدبلوماسية والاقتصادية.
وقالت السلطات
الأوكرانية إنه سُمع دوي انفجارات قبل فجر اليوم الاثنين في العاصمة كييف وفي
مدينة خاركيف بشرق البلاد. وأضافت أنه تم صد محاولات القوات البرية الروسية
للاستيلاء على مراكز حضرية.
ونقلت وكالة
إنترفاكس عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها سيطرت على بلدتي بيرديانسك
وإنرهودار بجنوب شرق أوكرانيا وكذلك المنطقة المحيطة بمحطة زاباروجيا للطاقة
النووية. وأضافت أن عمليات المحطة استمرت بشكل طبيعي.
ونقلت الوكالة
عن أوكرانيا نفيها سيطرة روسيا على المحطة النووية.
وقال بافلو
كيريلينكو، رئيس إدارة دونيتسك الإقليمية، في التلفزيون يوم الاثنين إن معارك دارت
حول مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية طوال الليل.
ولم يذكر ما إذا
كانت القوات الروسية قد كسبت أو خسرت أي أرض أو يقدم أي أرقام للضحايا.
وقالت مفوضة
الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت يوم الاثنين إن ما لا يقل عن
102 مدنيا لقوا حتفهم وأصيب 304 آخرون في أوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها يوم
الخميس الماضي لكن هناك مخاوف أن يكون الرقم الحقيقي "أعلى بكثير".
وقالت باشليت في
كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أن نحو 422 ألف أوكراني
فروا من وطنهم مع نزوح عدد أكبر داخل أوكرانيا.
وقال مسؤول
دفاعي أمريكي كبير إن روسيا أطلقت أكثر من 350 صاروخا على أهداف أوكرانية منذ يوم
الخميس بعضها أصاب البنية التحتية المدنية.
العقوبات
انخفض الروبل
الروسي بنحو 30 بالمئة مقابل الدولار يوم الاثنين بعد أن كشفت دول غربية يوم السبت
عن عقوبات شاملة تتضمن عزل بعض البنوك الروسية عن نظام سويفت الدولي للمدفوعات.
وسارع البنك
المركزي الروسي لإدارة تداعيات العقوبات الموسعة، قائلا إنه سيستأنف شراء الذهب في
السوق المحلية وإطلاق مزاد لإعادة الشراء بلا حدود وتخفيف القيود على المراكز
المفتوحة لدى البنوك بالعملات الأجنبية.
كما أمر البنك
التجار في السوق برفض عروض العملاء الأجانب لبيع الأوراق المالية الروسية.
وجددت الصين
معارضتها للعقوبات. ورفضت الصين التنديد بهجوم روسيا على أوكرانيا أو وصفه بأنه
غزو، ودعت مرارا إلى إجراء مفاوضات.
وقالت اليابان
وكوريا الجنوبية إنهما ستشاركان في إجراءات عزل بعض البنوك عن نظام سويفت. وقالت
كوريا الجنوبية، وهي مُصدر رئيسي لأشباه الموصلات، إنها ستحظر أيضا تصدير السلع
الاستراتيجية إلى روسيا.
وقال البنك
المركزي الأوروبي إن عدة فروع لسبير بنك الروسي و معظمها مملوكة للحكومة الروسية
تتداعي أو من المرجح أن تتداعي بسبب ما لحق بسمعتها من أضرار نتيجة للحرب في
أوكرانيا.
وقالت بريطانيا
اليوم إنها بصدد اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد روسيا، بالتنسيق مع الولايات
المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يعزل فعليا المؤسسات المالية الكبرى في موسكو عن
الأسواق الغربية.
كما اتخذت شركات
عملاقة إجراءات، إذ أعلنت شركة النفط البريطانية بي.بي، وهي أكبر مستثمر أجنبي في
روسيا، تخارجها من شركة النفط الحكومية روسنفت بتكلفة تصل إلى 25 مليار دولار.
احتجاجات
نُظمت مظاهرات
في مختلف أرجاء العالم احتجاجا على الغزو بما في ذلك في روسيا حيث اعتقل ستة آلاف
شخص في احتجاجات مناهضة للحرب منذ يوم الخميس وفقا لمنظمة أو.في.دي-إنفو لرصد
الاحتجاجات.
وفي حين حشدت
الحكومات الغربية المزيد من التأييد للعقوبات على موسكو استمرت المناورات
الدبلوماسية وانضم الفاتيكان للجهود بعرض "حوار تيسيري" بين روسيا
وأوكرانيا.
ووافق مجلس حقوق
الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين على طلب أوكرانيا عقد مناقشة عاجلة هذا
الأسبوع بشأن غزو روسيا، بعد دقائق من تصريح مبعوث كييف لمنتدى جنيف أن بعض أعمال
موسكو العسكرية "قد تصل إلى جرائم حرب".
واعتمد المجلس
المكون من 47 عضوا الاقتراح، إذ صوت 29 عضوا لصالح القرار (منهم الولايات
المتحدة)، مقابل خمسة أعضاء ضد الاقتراح (منهم روسيا والصين)، بينما امتنع 13 عضوا
عن التصويت بعد أن دعا سفير روسيا جينادي جاتيلوف إلى التصويت بالرفض.
وطلب الرئيس
الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين من الاتحاد الأوروبي السماح لأوكرانيا
بالانضمام لعضويته على الفور.
وقال في تسجيل
مصور بثته مواقع التواصل الاجتماعي "هدفنا أن نكون مع جميع الأوروبيين وبخاصة
أن نتمتع بالمساواة. أنا واثق من أن هذا هو العدل. وواثق من أننا نستحقه".
وقال البيت
الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيستضيف اتصالا مع حلفائه وشركائه يوم الاثنين
لتنسيق رد موحد.
وقالت الولايات
المتحدة إن بوتين يصعد الحرب "بأسلوب خطابي خطر" عن وضع روسيا النووي
وسط إشارات على أن القوات الروسية تستعد لحصار مدن رئيسية في أوكرانيا الجمهورية
الديمقراطية التي يقطنها 44 مليون نسمة.
وقالت منظمة
إغاثة تابعة للأمم المتحدة إنه في حين تنهمر الصواريخ فر نحو 400 ألف مدني أغلبهم
من النساء والأطفال إلى دول مجاورة.
وتصف روسيا ما
تقوم به بأنه "عملية خاصة" لا تهدف إلي احتلال أراض بل إلى تدمير
القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية والقبض على مواطنين تعتبرهم خطيرين.
قال ينس
ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في تغريدة يوم الاثنين إن أعضاء الحلف
يزودون أوكرانيا بصواريخ دفاع جوي وأسلحة مضادة للدبابات.
وقالت ألمانيا،
التي جمدت بالفعل مشروع خط أنابيب غاز من روسيا، إنها ستزيد الإنفاق الدفاعي بدرجة
كبيرة منهية عقودا من الإحجام عن مضاهاة قوتها الاقتصادية بثقلها العسكري.
ومنع الاتحاد
الأوروبي جميع الطائرات الروسية من عبور مجاله الجوي وكذلك كندا مما أجبر شركة
الطيران الروسية أيروفلوت على إلغاء جميع رحلاتها المتجهة إلى أوروبا لحين إشعار
آخر.
وحظر الاتحاد
الأوروبي كذلك وسيلتي الإعلام الروسيتين أر.تي وسبوتنيك.