أعلن الرئيس
الأمريكي أن بلاده فرضت على موسكو عقوبات اقتصادية جديدة، وأقرت قيودا على التصدير
إليها ردا على غزوها أوكرانيا، واتهم بوتين بامتلاك طموحات أكبر بكثير من
أوكرانيا، وأنه يريد إعادة تأسيس الاتحاد السوفييتي.
وكشف الرئيس
الأمريكي جو بايدن أمس الخميس، عن حزمة جديدة من العقوبات التي ستستهدف روسيا بعد
غزو أوكرانيا، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "اختار هذه
الحرب" وأن بلاده ستتحمل تبعات هذا التصرف.
وجاء ذلك في
خطاب وجهه بايدن إلى الأمة الأمريكية من البيت الأبيض، بعد ساعات من عقد اجتماع عن
بعد مع قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان.
وتستهدف
العقوبات مصارف ومقربين من السلطة وقطاعات تكنولوجية روسية، وفقا لبايدن. وستجمد
الولايات المتحدة وحلفاؤها أصولا لأربعة بنوك روسية كبيرة وتفرض قيود تصدير
وعقوبات على مقربين من السلطة والنخبة الحاكمة.
وقال بايدن أيضا
إن الولايات المتحدة ستنشر قوات إضافية في ألمانيا لتعزيز الناتو بعد غزو
أوكرانيا، وهي ليست عضوا في التحالف العسكري.
ونقلت وكالة
"رويترز" عن مسؤول دفاعي أمريكي رفيع، أمس الخميس، قوله إن "الولايات المتحدة سترسل
حوالي 7 آلاف جندي إلى ألمانيا لطمأنة حلفاء الناتو".
وأوضح المسؤول
أن الهدف من هذا الانتشار الجديد الذي سيجري في الأيام المقبلة هو "طمأنة
الحلفاء في حلف شمال الأطلسي وردع هجوم روسي والاستعداد لدعم الحاجات في
المنطقة".
وتتوافق
العقوبات مع إصرار البيت الأبيض على أن يسعى إلى ضرب النظام المالي لروسيا
والدائرة المقربة لبوتين، بينما يفرض أيضا قيودا على التصدير تهدف إلى تجويع
صناعات روسيا وجيشها وحرمانهم من أشباه الموصلات والمنتجات التكنولوجية المتطورة
الأمريكية الأخرى.
وأضاف بايدن:
"بوتين هو المعتدي. بوتين اختار هذه الحرب والآن سيتحمل هو وبلاده
العواقب".
وردا على أحد
الأسئلة الموجهة من الصحفيين، قال الرئيس الأمريكي إن "بوتين لديه طموحات
أكبر بكثير من أوكرانيا، ويريد إعادة تأسيس الاتحاد السوفييتي".
وامتنع بايدن
حتى الآن عن فرض بعض أشد العقوبات ومنها قطع روسيا عن نظام "سويفت"
للدفع الذي يسمح بتحويل الأموال من بنك إلى آخر في أنحاء العالم، أو قطاع الطاقة
الروسي.
وأعلن بايدن
العقوبات فيما نقلت الحكومة الأوكرانية ارتفاع حصيلة الضحايا مع هجوم القوات
الروسية من الشرق والشمال والجنوب.
فيما وصف بايدن
العقوبات بالبالغة، وحث مسؤولون أوكرانيون الولايات المتحدة والغرب على الذهاب
أبعد منها وفصل الروس عن نظام "سويفت" المالي.
وقال الرئيس
الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة على تويتر "نطالب بفصل روسيا عن
سويفت وفرض حظر طيران فوق أوكرانيا واتخاذ خطوات فعالة أخرى لمنع المعتدي".
لكن إدارة بايدن
أبدت بعض التردد لقطع روسيا عن نظام سويفت على الأقل فورا، بسبب مخاوف من أن يكون
للخطوة أيضا تبعات هائلة على أوروبا واقتصادات غربية أخرى.
وبدا بايدن خلال
رده على أسئلة من صحفيين وكأنه يحيل قرار سويفت إلى الحلفاء الأوروبيين.
وقال: "إنه
خيار دائم لكن الآن هذا ليس موقفا ترغب بقية أوروبا في اتخاذه"، وأضاف أيضا
أن العقوبات المالية التي أعلنها سيكون لها أثر أكثر تدميرا على روسيا.
وقبل خطابه كان
بايدن قد اجتمع عن بعد مع قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان، وانضم
للاجتماع أيضاً رئيسة المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس
الأوروبي شارل ميشيل والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ.
والتقى الرئيس
الأمريكي أيضا بفريقه للأمن القومي صباح أمس الخميس، في غرفة الطوارئ بينما سعى
لاستكشاف خطوات الولايات المتحدة في الأزمة سريعة التصعيد.
وفجر يوم أمس
الخميس، أعلن بوتين إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، تبعتها
ردود فعل غاضبة من دول ومنظمات في الاتحاد الأوروبي.