adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/12/19 - 5:57 م

بقلم عبد الحي الرايس

تتناسلُ الأسئلة:

ـ من أيِّ تحقيقِ ذاتٍ حُرِمتْ؟ وَأيَّ مسؤولية حُمِّلتْ؟ وبأي مستقبل رُهِنتْ؟ وعلى أية آفاقٍ أشْرفَتْ؟

والحالُ أن فترة ما قبل الشباب: مرحلة الطفولة المتأخرة، وسنوات المراهقة هي فترة استكمال النمو والتأقلمِ مع الحياة، والسعيِ لتحقيق الذات، فإذا ابْتُسِرَتْ واخْتُزِلَتْ، اختل التوازنُ العضوي والنفسي، واضطرب الاندماج الاجتماعي، وبات الكيانُ مُهدَّداً بالانفصام، وكثير من مظاهر انعدام التوافق وغياب الانسجام.

ثم تأتي النتائجُ تَتْـرَى:

حَمْلٌ وإنجابٌ قبل الأوان، ومسؤوليةُ البيت دون تجربة ولا اختيار، وانغمارٌ في تنشئةٍ اجتماعيةٍ من غير درايةٍ ولا إعداد.

وتتعدد الحالات، وتتفاقم المعاناة، وتتلاحق التبعات:

فمن صبية تُزَفُّ إلى شيخ لا يلبث أن يرحل مُخلفاً معها صغاراً لا تقوى لهم على تعليم ولا كساء ولا إطعام، فتتنقل بهم مُسْتجْدية ذوي البِرِّ والإحسان، أو تُكرَهُ على ما لا تَرْضَاه، فتعيشُ التِّيهَ والضَّياع.

إلى أخرى تقترن بحَدَثٍ يتلمَّسُ طريقَهُ باحثاً عن شغل أو فرصةٍ في الحياة، حتى إذا ما واتته هاجر وخلَّفها مُثْقلة بالعيال من غير إنفاق، فتعيش المعاناة والضنك، وتشكو سُوءَ الحال.

وغيرُهما تُباَعُ إلى مُوسِرٍ ثرِيٍّ، يَتلهَّى بها كَدُمْيةٍ، ثم يزهدُ فيها، ويتسلى بغيرها، وينبذها نبذ النواة، فبأية حال تحيا أنوثتها، تعيش شبابها، وتواجهُ مصيرَها كبعْضٍ من المتاع.

والصغار، ثمارُ قِرَانٍ تَمَّ غصْباً، فما لبث أن تصدَّعَ بُنيانُه، وانْهَدَّتْ أركانُه، ما ذنْبُهم إذ يواجهون الحياة في غياب استقرار عائلي، وحدَبٍ أبوي، ورعايةٍ تكفلُ التنشئة السوية، والتربية المتوازنة.

هي إذن مسؤولية مُجتمع يُقِـرُّ الاختلال، ويسمح بقطف الثمار فجَّةً قبل الأوان، وتقصيرٌ في تشريعٍ يُبْقِي على ثغرةٍ يكون منها النَّفَاذُ إلى اسْتثناءٍ يَطْغى ويصيرُ سيِّدَ الميدان.

فاتقوا الله في الصبايا، إنهن براعمُ يُرْجَى لها أن تتفتح في المعاهد والكليات ومراكز الأبحاث، وصِنْوُ أترابهن في الحاجة إلى استكمال النضج قبل تحمُّل المسؤوليات.