وقع المندوب الإقليمي
لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدينة القنيطرة، وبتفويض من الوزير أحمد التوفيق،
يوم الثلاثاء المنصرم، على قرار يقضي بإنهاء
تكليف رشید بن كيران بالخطابة في مسجد "حذيفة بن اليمان بمنطقة الصياد 2 في مدينة
القنيطرة، بدعوى أنه يخوض في أمور سياسية عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي
“فيسبوك".
ووفق نص القرار
الذي أوردته صحيفة "المساء" أمس الخميس، فإن إنهاء الوزارة المعنية تكليف
الدكتور بن كيران كخطيب جمعة، استند إلى انخراطه في التطرق عبر حسابه على "فيسبوك"
إلى مواضيع ذات طابع سياسي.
وجاء في قرار التوقيف:
"دأبتم، في صفحتكم على فيسبوك، على التطرق لمواضيع ذات الطابع السياسي، وهو ما
يتعارض ومضمون المادة السابعة من الظهير الشريف المتعلق بتنظيم مهام القيمين الدينيين
وتحديد وضعيتهم".
وأضاف، أن تلك
المادة تنص صراحة على أنه يمنع على القيمين الدينيين، طيلة مدة مزاولتهم لمهامهم، ممارسة
أي نشاط سياسي أو نقابي، أو اتخاذ أي موقف يكتسي صبغة سياسية أو نقابية".
وأشار القرار إلى
أن الوزارة استندت إلى تلك المادة لإنهاء تكليف بن كيران كخطيب جمعة ابتداء من تاريخ
توصله بهذا القرار الذي تكلف المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالقنيطرة بتسليمه
إلى الخطيب المُقال.
ويتولى بن كيران
مهمة مدير معهد "غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات"، وهو مؤلف كتاب
"فقه التنزيل وتطبيقاته عند المالكية"، وسبق له أن وجه نداء إلى وزير الأوقاف
والشؤون الإسلامية، يطالبه فيه بإعادة تعمیر المساجد بمجالس العلم والموعظة لحاجة الناس
إليها، طالما أن العذر الشرعي وراء إلغاء المجالس لم يعد الآن قائما كما كان من قبل
لمنع المواعظ والدروس أن تقام في المساجد.
وأضاف في رسالته
أن "شدة الوباء خفت عما كان عليه الأمر في بداية انتشاره وفي وسطه، وبهذا صرحت
وزارة الصحة أخيراً، وأعلنت ذلك في وسائل الإعلام الرسمية، فالعذر الشرعي الذي كان
وبه وجب علينا الأخذ بالرخصة قد انتهى الآن، ومما يؤكد ذلك أن صلاة الجمعة تقام في
المساجد منذ شهور ولله الحمد والمنة، وعدد من يحضرها الجم الغفير الذي لا يمكن أن نقارنه
بمن يحضر مجالس الذكر، فقد جرت العادة أن عدد من يحضر المواعظ والدروس العلمية أقل
بكثير ممن يحضر صلاة الجمعة، فإن تيسرت إقامة الجمعة فمن باب أولى أن تتيسر إقامة مجالس
الذكر".
وزاد مؤكدا أن
رواد المساجد أبانوا على أخلاق عالية وآداب راقية تتجسد في الامتثال لأسباب الوقاية
من انتشار الوباء واحترام لها قل نظيره في تجمعات أخرى بعيدة عن المساجد كالمقاهي والأسواق
والملاعب ونوادي الرياضة وغيرها، مما يؤهل بيوت الله أن تكون هي الأولى من غيرها بالسماح
لها لإقامة مجالس الذكر.
ولم تسبعد مصادر،
أن تكون هذه الرسالة هي السبب الرئيسي، وراء قرار إنهاء تكليف بن كيران خطيب جمعة في
مسجد "حذيفة بن اليمان" في القنيطرة.