كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أمس الجمعة، أن حركة طالبان
أطلقت سراح الآلاف السجناء من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان، قبل أيام معدودة
من الهجوم الدامي الذي ضرب مطار كابول، وتبناه داعش.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية، جون كيربي، في إحاطة صحفية، الجمعة،
إن الآلاف من عناصر تنظيم "داعش خرسان" فروا من سجن باغرام، شمالي كابل.
وأظهرت لقطات مصورة جرى تداولها على الإنترنت عناصر طالبان وهم يفرجون عن سجناء
في باغرام في 15 غشت الجاري.
ولم يستبعد كيربي تورط حركة طالبان في الهجوم الذي وقع، الخميس الماضي، رغم
وجود عداوة معلنة بين الحركة وداعش.
وكان سجن باغرام الموجود ضمن قاعدة جوية ضخمة، ويعمل تحت إشراف القوات الأميركية،
التي انسحبت منها في 2 يوليوز الماضي.
وترك أمر الإشراف على القاعدة للقوات الأفغانية التي كانت أكثر عددا من نظيرتها
الأميركية.
وحدد الخبراء العسكريون الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية من باغرام باعتباره
اللحظة التي تخلت فيها الولايات المتحدة عن أفغانستان، خاصة أن واشنطن لم تبلغ كابل
بموعد الانسحاب من القاعدة.
ويخشى أن يمنح الإفراج الواسع النطاق عن عناصر داعش في أفغانستان، دفعة للتنظيم
الإرهابي، الذي تعرض لنكسات ضخمة في السنوات الماضية، جراء الضربات الأميركية والمعارك
مع طالبان.
وكان تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان، المعروف باسم "ولاية خراسان"،
قد تبنى الهجومين الإرهابيين اللذين وقعا خارج مطار كابل.
وأسفر الهجوم عن سقوط أكثر من 170 قتيلا، من بينهم 13 جنديا أميركيا، في أسوأ
هجوم تتعرض له القوات الأميركية في أفغانستان منذ عام 2011.
وسقط في الهجوم المزدوج أيضا 28 من مقاتلي حركة طالبان الذين كانوا في المكان.
وأعلن الجيش الأمريكي، مساء أمس الجمعة، في بيان له أنه وجه ضربة بطائرة مسيرة
في شرق أفغانستان، لعضو مسؤول عن التخطيط في تنظيم "داعش"، وذلك بعد يوم
من الهجوم على محيط مطار كابول، والذي أسفر عن مقتل 13 جنديا أمريكيا وعشرات المدنيين
الأفغان.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال، الخميس، إن الولايات المتحدة ستتعقب
المسؤولين عن الهجوم، وإنه أمر وزارة الدفاع بإعداد خطط لضرب الجناة.
ويذكر أن انفجارين انتحاريين وقعا يوم الخميس الماضي في محيط مطار العاصمة الأفغانية،
كابول، نفذهما تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أعلن فيما بعد عن تبنيه هذه الهجمات،
والذي خلف سقوط عدد من الضحايا.
من جانبه، أعلن البنتاغون أن "التفجيرين الانتحاريين أسفرا عن مقتل 13
عسكرياً أمريكيا و18 جريحا، مؤكدا مع ذلك، أن عملية الإجلاء من أفغانستان ستستمر".