تمثّل المدينة البيضاء التاريخية ـ (المشور ـ فاس الجديد) ـ الجاثمة بجوار القصر
الملكي بفاس، مدينة مرينية قديمة شهدت نمواً كبيراً منذ تأسيسها في القرن الثالث عشر،
وإبّان أوج الدولة العلوية. وتتميّز ببيوتها القديمة وبأبوابها المتفردة، وابراجها
المحصنة، التي ثم تجديد بنائها، كما جرى ترميم العديد من المباني في المدينة القديمة
وإعادة تشييدها بمساعدة لجنة علمية، ويعتبر حي الملاح "المرنيين"، بخصائصه
الهندسية، مثالاً لافتاً عن التعدد الثقافي والتنوع السكني. ورمزاً للتعاون وللتعايش
بين مجتمعات ثقافية ودينية مختلفة.
ففي برنامج من البرامج المتنوعة
لإذاعة راديو مارس التي تلقى إقبالا ورواجا لدى المستمعين من عشاق سماع البرامج، برنامج
"نجوم الحي" الذي يُبث على الأثير، للتعريف بالأحياء الكبيرة بربوع المملكة،
وكذا التعريف بنجومها، استضاف هذا البرنامج عدد من المتدخلين للحديث عن هذا الحي، الذي
ليس ككل الأحياء، حيث غابت عنهم الكثير من الحقائق والوقائع، وسنحاول في هذا المقال
المتواضع تصحيح بعض ما جاء في هذا البرنامج، نزولا عند رغبة بعض أبناء المشور فاس
الجديد، ودون أن ندعي أننا نملك الحقيقة، ففاس الجديد بئر عميق لا قرار له ولا أحد
يمكنه أن يلم بكل أحداثه.
إبان الاستعمار الفرنسي وحين وقع خلاف بين ولاد فاس الجديد وأبناء حي مولاي
عبدالله الملتئمين بفريق (النجم الابيض)، اجتمع ثلة من الفاسجديديين المناضلين المناهضين
للاحتلال بجنان السبيل المجاور لحيهم، حيث كانت هناك تعقد اجتماعاتهم، وفي نفس الوقت
مراقبة ومعاينة ما يلج وما يخرج من برج للا اغريبة، أحد مقرات جنود الفرنسيين والكوم،
لإبلاغ الفدائيين في حينه، قلنا اجتمع هؤلاء بجنان السبيل؛ وبالضبط بدكان المرحوم ملاقا،
لتأسيس فريق خاص بحي فاس الجديد.
ومن ضمن المجتمعين، ( المرحوم ملاقا ـ المرحوم سدي احمد مويلد ـ عبد القادر
التجموعتي بارك الله في عمره ـ المرحوم مولاي ادريس العلوي الملقب بالودادي ـ المرحوم
عبدالقادر الوردي الملقب بولد البوليسي ـ الحاج بلحاج)، حيث قرر هؤلاء إعطاء اسم للفريق
الجديد مستقل عن حي مولاي عبدالله، فتكلف ثلاثة من المجتمعين باختيار كل واحد منهم بحرف يخص اسم ذات
الفريق، وهو ما أطلق عليه تسمية فريق ال (w.A.F)؛ إلا أن المفاجأة كانت من العصبة، التي رفضت قبول المولود الجديد،
بداعي أن الفريق لا يتوفر على لاعبين فرنسيين، الشيء الذي لم يتقبله المرحوم بلحاج
أحد المؤسسين، الذي رفض رفضا باتا الأجانب بالواف، لأن الهدف من تأسيس الفريق هو القضية
الوطنية والتنسيق مع الفدائيين، وبعد حوار وتفاهم عسير، اقتنع مؤسسو الفريق رحمهم الله
وبارك في عمر الباقي، بإدماج بعض المعمرين كأمثال ( دوبيرون ـ كوسان ـ أليس ـ وأخرين فرنسيين من أصل جزائري وهم : طاسا ـ بوخريص ...).
ويتألف حي فاس الجديد من عدة دروب، خرج من رحمها الكثير من النجوم في السياسة
والرياضة والفن وفي جميع المجالات، من درب البلاغمة، فران اضويو، للا اغريبة، سقاية العباسيين، القنوط، الكارة، درب
العبيد، درب الشراقاوي، مولاي علي الشريف، سيد الصواف، لالة جامع الزهر، وعدة دروب
كبيرة، انجبت أطرا تقلدوا حقائب وزارية ورتب عسكرية رفيعة ورئاسة دواويين وعمالات أقاليم،
نذكر منهم على سبيل المثال المرحوم عبد اللطيف الفيلالي الوزير الأول، ومولاي احمد
العلوي، والأخوين با احنيني، والحاجب الملكي الجينرال مولاي احفيظ العلوي، والعامل ابن
بوشتى، والكولونيل الداودي وآخرين ..
وبخصوص ما أنجبه فاس الجديد من نجوم في كرة القدم، فنذكر على سبيل المثال :
بنعلي الملقب بكسكوس من حي للااغريبة وهو مدافع أوسط بفريق الوداد الفاسي قبل التحاقه
بفريق المغرب الفاسي، وهو أحد أقارب يوسف النصيري لاعب اشبيلية، حمان نيني مراوغ كبير، ومسجل عدة أهداف بذكائه بيده على الطريقة المارادونية، (من الواف إلى الماص) من درب للا جامع
الزهر، والخلطي من درب سقاية العباسيين، اللاعب الدولي وهداف المغرب الفاسي عبدالقادر
زهير الملقب ب "كادي"، من درب للا اغريبة، السادني من درب البلاغمة، مسجل
الإصابة على أحسن حارس في العالم في ذلك الوقت يتعلق الأمر بالحارس الروسي ياشين، واللاعب
الدولي صخرة دفاع الماص مولاي ادريس الخنوسي من حي مولاي عبدالله، وامجيد بنميرة من
حي سيدي بونافع، والعديد هم من نجوم فاس الجديد
اثتوا فرق المغرب الفاسي والوداد الفاسي والاتحاد الفاسي، وعدة فرق من فاس وخارج فاس،
وحتى خارج الوطن كالحارس أمجيد جليلة الذي حرس عرين فريق HARLEM.
ومن النجوم من أبناء فاس الجديد كذلك، نجد اللاعب الدولي لاعب فريق المغرب الفاسي عبدالوهاب
عتيق، عميد المنتخب الوطني خلال ألعاب البحر الابيض الموسط سنة 1983وادريس المتقي،
الملقب ب "الكرمي" و...
ومن النجوم في رياضات أخرى، فيزخر حي فاس الجديد بالعديد منهم، فعلى سبيل المثال
لا الحصر، نذكر المدرب نجيب الفيلالي الذي حاز على عدة ألقاب مع فريق المغرب الفاسي
فرع كرة السلة، وفي الملاكمة كان فاس الجديد منبعا للأبطال على الصعيد الدولي والقاري
والوطني أمثال علال الكيلي، وعمر الموسير، وعويمر، وبنعيسى، والعديد من الابطال نستسمح
عن عدم ذكر أسماء الجميع، أما في ألعاب القوى، فالقدمى يعرفون جيدا ادريس الديبا، كما أن
انطلاقة البطل سعيد اعويطة كانت من فاس الجديد، على يد مدرب كفء من نفس الحي...
أما في مجال الفن والموسيقى، فنذكر احمد الشجعي رئيس جوق اذاعة فاس، والمطرب فتح الله المغاري، وصاحب فن
الملحون والقصيدة المشهورة الفرانة، بلعيد السوسي ...
والجدير ذكره، أن أول فرقة غيوانية بفاس، انطلقت من فاس الجديد، في سبعينيات
القرن الماضي، ويتعلق الأمر ب" عمارة فاس" .
وبخصوص تصريح أحد المتدخلين في البرنامج، أن أبناء مولاي عبدالله لا يلعبون
في الواف، وكذلك شأن ولاد فاس الجديد لا يمكنهم اللعب في الاتحاد، فالاخ جانب الصواب،
حيث نذكره بالحارس امجيد الذي لعب للواف وللاتحاد ثم مدربا للأخير، واللاعب رشيد العرصاوي
من درب الكارة الذي تدرج في جميع فئات الاتحاد الفاسي، وادريس كوربي الذي قدم من الاتحاد
إلى الواف، ثم الحارس الدولي الفاسجديدي من درب البلاغمة العملاق حسن الرفاهية الذي التحق بالوداد الفاسي،
قبل المغرب الفاسي والكوكب المراكشي، قادما من الاتحاد الفاسي ...
هذا ويبقى فاس الجديد من الأحياء الكبرى والقديمة بالمغرب، ولا تسعه حتى سلسلة
من الحلقات للإحاطة بكل ما يخفيه من حقائق وأحداث كبرى على مدى سبعة
قرون.
ونحن هنا نزولا عند رغبة العديد من أبناء هذا الحي البررة، الذين اتصلوا بجريدة
"القلم الحر"، ملتمسين تصحيح بعض ما ورد في هذا البرنامج، نرجو أن نكون قد
وفقنا في ذلك، رغم أن الأمر صعب للغاية.
وختاما، نشكر إذاعة "راديو مارس" وطاقمها على برامجها التي تلقى شعبية داخل الوطن وخارجه، وتلقي الضوء من خلال هذه البرامج على ما يهم الرياضة محليا ووطنا ودوليا.
اللاعب هداف المعرب الفاسي عبدالقادر كادي
اللاعب الدولي السادني
جوهرة فاس الجديد عبد الوهاب عتيق