ما نشره موقع "الجزائر الآن"، يجعلنا نقف مشدوهين أمام أساليب الحقد
والكراهية، التي عبر عنها صاحب المقال من خلال قراءته لمضامين الخطاب الملكي بمناسبة
احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الثانية والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على
عرش أسلافه المنعمين.
فقد كشر صاحب المقال عن أنيابه، وأخرج مكنون ما في صدره وصدور أسياده، من لهم
مصلحة في عدم تقارب الشعبين، والقضاء على حلمهما في التعايش في سلم وأمن وأمان، بحكم
روابط الأخوة والدين واللغة وحسن الجوار، التي تجمع على الدوام، الشعبين الشقيقين.
صاحب المقال وبعد قراءته لمضامين الخطاب الملكي، ذكر بأن جلالة الملك تناسى
في خطابه بمناسبة عيد العرش، تحرشات الدبلوماسية المغربية تجاه الجزائر، آخرها ما بدر
من سفير المخزن في نيويورك، الذي وزع ورقة يدعو فيها لتنظيم استفتاء تقرير المصير لصالح
“الشعب القبائلي”، كما تجاهل دعم دبلوماسيته ومختلف مؤسسات نظام المخزن المغربي لحركة
ارهابية انفصالية يقودها المدعو فرحات مهني، فيما تناسى المعني بالأمر معاكسة حكام
الجزائر لوحدتنا التربية لمدة نصف قرن تقريبا، حيث فتح حكامه مخيمات للاجئين صحراويين
وماليين وموريتانيين .. منذ عام 1975، في ولاية تندوف جنوب البلاد، والذي يعتبر أطول
لجوء في العالم.
ونهمس في أذن صاحبنا أن يد فرحات مهني غير ملطخة بدماء شعب القبايل، كابراهيم
غالي (محمد بن بطوش)، الذي عذب وقمع وقتل المئات من الصحراويين بدم بارد.، وأرسى نموذجا
عسكريا ديكتاتوريا بالمخيمات، بتعليمات من كبرنات الجزائر، ما دفع الكثير من الصحراويين
اختيار العودة إلى وطنهم الأم، استجابة ل " الوطن غفور رحيم" التي أطلقها
المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.
ثم إن جلالة الملك محمد السادس لم يذكر كل هذا، بل تناساه وجدد دعوته والتي
ما فتئ جلالته يعبر عتها منذ سنة 2008، ويؤكد عليها عدة مرات وفي مختلف المناسبات،
حيث دعا عبد المجيد تبون، إلى تفعيل الحوار من أجل تطوير "العلاقات المشتركة بين
البلدين، والعمل على فتح الحدود بينهما المغلقة منذ عام 1994، وتغليب منطق الحكمة وتمتين
أواصر العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين"، مشيرا إلى أن "لا
فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا جلالته، مسؤولين على قرار
هذا الإغلاق".
وقال العاهل المغربي، "أدعو فخامة الرئيس الجزائري للعمل سويا، في أقرب
وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح
المشترك"، في إشارة إلى تعاون الحركتين الوطنيتين في البلدين أثناء مواجهة الاستعمار
الفرنسي في خمسينات القرن الماضي.
وفي إشارة صاحب المقال إلى وقف الحرب القذرة تجاه الجارة الشرقية، خاصة ما تعلق
بحرب المخدرات والسموم التي تعزز أرض الوطن والقادمة من المغرب، نذكره وفق ما نشرته
عدة صحف دولية، تشير إلى تحول الجزائر إلى سوق ضخم للاتجار في المخدرات القوية (السموم
البيضاء) والأقراص المهلوسة، في إفريقيا، كما تعتبر جسرا لعبور قناطر الكوكايين والهيروين
إلى بلدان المغرب العربي وأوروبا وأسيا، وأصبحت تضاهي بعض بلدان أميركيا اللاتينية،
أبطالها مافيات من مسؤولين جزائريين كبار.
وبخصوص تناسي نظام المخزن عبر الملك محمد السادس للهجمات الإلكترونية ضد الجزائر،
والتي هي مسجلة وموثقة من طرف السلطات الجزائرية المختصة، على حد قول الناشر بموقع
"الجزائر الآن"، فنتحداه أن يكون الإعلام المغربي الرسمي تهجم على الجزائر،
خلاف قناة "الشروق" الجزائرية، التي أذاعت حلقة من برنامج "ويكند ستوري"،
حضره نواب جزائريون، مثل سليمان سعداوي، التابع لحزب "جبهة التحرير الوطني"
الحاكم، حيث خلف ذات البرنامج ردود فعل غاضبة داخل المغرب، إعلاميا وشعبيا، وحتى خارج
الوطن، بعد أن تعرض البرنامج لملك المغرب بشكل اعتبر مهينا.
وقولك لن تتراجع الجزائر عن مبادئها في دعم الدول مبدأ حق تقرير الشعوب لمصيرها،
فبدورنا وبعد نفاذ صبرنا وعدم الإستجابة لليد الممدودة بشجاعة في طي الخلافات، فمن
حق المغرب أن يدعم شعب القبايل الشقيق في تقرير المصير، "وإن عدتم عدنا"
فاتقوا الله ياصحافة الكبرنات، و"هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"،
وانشروا بصدق وأمانة ما يعانيه الشعب الجزائري، وما يعانيه المواطن الصحرواي بمخيمات
الذل والعار، وتحية للصحافة الجزائرية النزيهة والتي نكن لها كل التقدير والاحترام،
ونسأل الله أن ينعم على الزملاء الصحفيين القابعين في غياهب سجون الكبرنات بالحرية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي
على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن
ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ ..
قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة».
با محمد