يتهيأ عملاق صناعة السيارات الكوري الجنوبي "هيونداي" مغادرة الجزائر
بشكل نهائي، بعدما تبين للشركة غياب أية إستراتيجية للدولة الجزائرية في قطاع السيارات،
وقرر نقل أنشطة الشركة كاملة إلى المغرب.
و جاء في بلاغ الشركة الكورية الجنوبية، أنها قررت مغادرة البلاد، لتستقر في
بلد أكثر توفيرا وتشجيعا لفرص الإستثمار، في إشارة للمغرب.
وكانت الشركة تقوم بتركيب السيارات الكورية بالجزائر، ما سيجعل الزبون الجزائري
يعتمد بشكل كلي على إستيراد السيارات الكورية بالعملة الصعبة.
ويأتي هذا القرار، بعد ما قرار مماثل لشركة فولكسفاغن الألمانية المتخصصة هي
الأخرى في صناعة السيارات، القاضي بمغادرة الجزائر وتحويل انشطتها نحو المغرب، بسبب
حالة عدم اليقين التي تخيم حاليا على قطاع السيارات في الجزائر.
ونشرت صحيفة "لوسوار دالجيري" أن شركة هيونداي موتورز ، قررت تأجيل
وتعليق مشروعها في الجزائر، لأنه في الواقع السلطات في هذه البلاد غير جادة، لذلك اختار
العملاق الكوري تجميد أنشطته في الجزائر. وسيسمح تحرك شركة Hyundai
Motors للانسحاب من السوق
الجزائرية بالتركيز على الأسواق الدولية الأكثر استقرارا من وجهة نظر تنظيمية وأكثر
واعدة من حيث المنافذ التجارية، لا سيما في المغرب البلد الرائد في صناعة السيارات،
إذ أكد المغرب مكانته كلاعب رئيسي في عالم السيارات، بصفته المنتج رقم واحد للسيارات
في إفريقيا، والمملكة تتحرك بسرعة كبيرة من خلال هيكلة المشاريع.
وكانت شركة هيونداي الكورية الجنوبية لصناعة السيارات قررت في 2018، إنشاء مشروع
مشترك مع مجموعة "غلوبال غروب" لإنتاج السيارات التجارية في الجزائر، لكن
دون أن تكون للسلطات الجزائرية نية في تنفيذ المشروع، وهو ما جعلها تنقل نشاطها نحو
المغرب، الأكثر استقرارا وتجربة في المجال، حيث قادت بدورها اتصالات رسمية على مستويات
عليا جدا مع سلطات الرباط لنقل أنشطتها من الجزائر إلى المغرب، بعد أن جوبهت الشركة
بتجاهل شبه تام من وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار في
الجزائر.