بقلم الأستاذ حميد
طولست
وإني هنا والله
لا أريد شماتة من أحد ، ولا أنطلق من كر ولا حقد ولا حسد لأحد ، لكنه "شرّ البليّة
الذي يضحك" دفع بي لأضحك ملأ شدقاي من
أشد البلايا التي تقتل بالضحك ، والمتمثلة في مشهد تسابق الزعماء والنافذين على اللحظة
الانتخابية ومن تهافتهم على الظفر بالمقعد ، دون الإهتمام ببرنامج وأدبيات وإيديولوجيات
وتوجهات الأحزاب المُلتحق بها ، والتي هم أكثر استعداداً للنكث بها ، كما فعلوا -دون
وخز ضمير أو تأنيبه- ببرامج وأدبيات وإيديولوجيات وتوجهات الأحزاب التي تولووا المسؤوليات
باسمائها ، والتي لم يتركوها إلا بعدما أفقدوا العمل الحزبي بها أصالته ، وحولوه لمجرد
نفاق شديد ، انحدر به الى أحط مستويات الدناءة ، ما جعل من السياسة نكتة سمجة تستجدي
الشفقة ، وتدفع بالمواطن العادي قبل المسيس إلى أن يرجو من الله أن يكون في عون الناخب
الذي لا يجد لدى المترشحين ما يجره نحو صناديق الاقتراع ، رغم حرص غالبيتهم ،وفي كافة
أعمالهم وتحركاتهم ، على الظهور بمظهر البطل الشهم المثالي بينما هم شيْ آخر غير الشخصية
التي يروجون لها ، والتي هي اقرب إلى منافق يثرب "ابن أبي سلول"*
وهذا لا يعني أني
ضد الانتخابات ، أو أدعوا لمقاطعتها ، كما يمكن أن يتبادر إلى بعض الأذهان المريضة
، وإنما أنبه الناخب ألا يمنح صوته للفاسدين المعروفين بفسادهم المقنّعين بثوب أبي
ذر او سروال غاندي او بدلة مانديلا ، والمعممين "بكاسكيت" جيفارا، إلى جانب
كل مرشح جائع جمع قرشين ،وجاهل حفظ سطرين ، كما يقول المثل.
هوامش ***ابن سلول
هو عبد الله بن أبي بن سلول ، يلقبه المسلمون بكبير المنافقين أو برأس النفاق وهو شخصية
من شخصيات يثرب وكان سيد قبيلة الخزرج وكان على وشك أن يكون سيد المدينة قبل أن يصلها
رسول الله صلى الله عليه وسلم.