adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/08/31 - 2:24 م

بقلم ابراهيم فارح

يتحدثون عن تغيير كبير، وهم لم يينجزوا ولا ينجزون، أحاديث كثيرة دارت في كل مكان هنا وهناك دون خجل ولا حياء، إنهم المتآمرون على مصلحة الوطن.

عن الشفافية قولهم، والتآمر فعلهم.

حديثهم عن القيم والأخلاق، وبعدهم عنها كبعد الأرض عن السماء.

عن حرب ضد المفسدين يتحدثون، وهم في نعيم الفساد يرفلون.

إنهم أولئك الذين باعوا الوطن، فالأجدر أن يسألوا عما كسبت أيديهم وما كانوا يفترون.

آه،!!! لقد طال أمد تضليل هذا المواطن الفقير، الذي كتب عليه العيش تحت رحمة هؤلاء عبر حقب الزمان الخوالي التي لم تسعفه أن يحيى في رغيد العيش وبحبوحته أبدا، فكان دائما وقودا يزجون به في أتون محارق حروبهم وصراعاتهم.

ونحن في موسم الإنتخابات، سنرى أشكالا وألوانا من العجائب والغرائب، والكثير من الفصول السوداء التي تنثر خبثها، وسنرى النفاق يفيض بين العمائم واللحى ورجال السياسة لقتل أحلام البسطاء من الناس.

وستظهر بيننا كائنات ضحلة، هي أشد خطرا على البلاد والعباد من الأعداء، هم المتلونون حسب البيئة والظروف، يتوددون ويتقربون ويظهرون بمظهر الأخ الشقيق، وهم في حقيقة الأمر ذئاب في جلد بني الإنسان، لايتورعون في بذل الأيمان المغلظة يحلفون بها ليصدقهم الناس، لأن كلمة "الله" وعهده لا يساويان عندهم ما يبتغون من عرض الدنيا ومتاعها. مصلحتهم هي الحق، ومنفعتهم هي العدل، سبيلهم التفنن والتحايل والكذب والمداهنة للحصول على كل شيء من غير وجه حق.يدعون الإصلاح في الأرض بينما هم المفسدون الذين يثيرون في الأرض فسادا وظلما، ويعملون على تخريب كل خير وكل طيبة موجودة في الأرض.

والحقيقة أن نفاق هؤلاء وكذبهم، يكون على قدر نصيب الأمة من الجهل، وإيثار المصلحة الفردية العاجلة، على المصلحة العامة الدائمة ونحن شعب غافل غرير سريع النسيان، لهذا طال بيننا وجود أولئك الذين خبروا ضروب السياسة، وأفانين الدعاية والنفاق والمساومة بالوعود، وصار سياسيونا يسكنون قصور الغش والخداع ويسبحون في بحر الكذب والتزييف.

لقد آن أوان مناهضة النفاق والكذب السياسي، وأصبح ضرورة أن نقذف خارجا  ذاك السياسي الحسود والحاقد، والمغرور بالدنيا، ذاك الوحش الذي لا يشبع من السلطة والجاه والمال، ذاك الكذاب المتزلف الذي يلبس ثوب الوطنية أو ثوب التدين كذبا وبهتانا وزورا ، ذاك الذي تراه يصلي ويسرق مال الشعب، ويكذب بصدق وبنزين به.

حزن عميق يعتصرقلبي عندما أقول إن وطننا المغرب أصبح ملوثا بالنفاق، ونقص النزاهة ، واستغلال الفرص لقتل المبادئ الأخلاقية وتحويل النفاق إلى شر وإيلام لمواطن فقير مقهور.