adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/07/28 - 11:31 م

بقلم عبد الحي الرايس

مدينة أضاعتْ فرصتها في احتضان المعرض الدولي لسنة 2012 بسبب اعتمادها على حفاوة الاستقبال، واعتدادها بمآثر الأجداد، وسُجِّلَ عليها أنها قصرت في مواكبة العصر، ومواجهة تحديات الحاضر.

غير أنها اليوم - في مطلع العشرينيات - تخطو بثبات نحو الاستدامةِ وصناعة المستقبل.

ـ ففي كل بُقعةٍ اخضرار، وفي كل مدار معرضٌ للأزهار

ـ وعناية ملحوظة بالريِّ والغرس والتشذيب تتواصلُ بالليل والنهار.

ـ وعلى امتداد الشاطئ، وفي أشْهَر الساحات مَرَاكِنُ تحت أرضية للسيارات.

ـ واحتفاءٌ بالراجلين - وهم يعبرون - يُمْلِي توقف العربات.

ـ وطرقٌ دائرية وشوارعُ وساحاتٌ تُستحدَث، وأخرى كانت فيما مضى بالمركبات مختنقة، عُولجت بممرات تحتية تتلاحق، فتُخفِّفُ الاكتظاظ، وتُقلِّلُ الأخطار.

ـ ومساراتٌ تتسع، أُجِيدَ تعبيدُها وتشويرُها، لا ينقصُها غيرُ فواصلَ ماديةٍ تتوسطها، تأميناً لسلامة مستعمليها.

- وطريق سيار، يمتد منها، ويُوصِلُ إليها.

ـ ومحطةٌ طرقية بأوفَى المواصفات، ومطرحٌ بأحدثِ التقنيات.

ـ وكلية للطب أُحْدِثتْ، بمستشفى  جامعي عُزِّزَتْ.

ـ ومتاحفُ ومعارضُ تتعدَّد، ودُورٌ للقراءة والموسيقى والصحافة، بها المدينة تزدهِي وتتأثث.

ـ ودروبٌ وأزقة بالمدينة العتيقة كانت من قبلُ مُهمَلة، طُليت جدرانُها، ورُصِّفت أرضيتُها، وجُددتْ أبوابها، وصارت مُزدانة بأصائص أزهار مُعلقة، بها العناية متجددة، تعكس اهتمام المدبرين، ووعيَ وتجاوُبَ المُقيمين.

ـ وغابات كانت لاَزِمَةُ القوْلِ فيها أن الداخلَ إليها مَفقود، والعائدَ منها مَوْلُود، صارت مَصُونة مُسيَّجَة، تحظى بالعناية والحراسة المؤكَّدة، تتواردُ عليها الأسر والجموع المتوافدة.

ـ وقرية بأحدث التجهيزات الرياضية، وملاعبُ للقرب بالأحياء الشعبية.

ـ ومرفأُ المارينا يتوسط الشاطئ، تتعدد به مطاعمُ ومحلاتٌ تُقدِّم كل مستطابٍ سائغ، خِدْمةً لكل قاصد.

ـ ومحطة للبُراق كقطار فائق السرعة، يُقدم أحسن خدمة، في أقصر مدة، وأبهى حلة.

ـ وميناء متوسط مكسبٌ للقارة، ومَفْخرة للمغرب.

ـ ومنطقة صناعية تستقطب الكفاءات، تطور المنتجات، وتدعم الاقتصاد.

- ومحطات إعلامية متميزة.

ـ وأحلام كبرى بِمَدِّ ربْطٍ قارّ بين الجنوب والشمال، وإنجازِ ترامواي يَعْبُرُ المدينة في كل اتجاه، وتعميمِ العدالة المجالية على كل الأحياء، وتعليق تليفريك في الهواء يُمْتِعُ السياح والسكان بإطلالة على تجليات عروس الشمال.

ـ ومَعْلَماتٌ تستأثر باهتمام كل سائح، وتستقطب شَغَفَ كل زائر، منها ما حظي بالتحيين والتجديد كمغارة هرقل، ورأس سبارطيل، ومتنزه بيرديكاريس، ودارةِ هأريس، ومنها ما ينتظر دوره كمسرح سرفانطيس.

هي عروسُ الشمال، مدينة ساحرة بامتياز، ظلت على مر الحقب والأجيال ملهمة الفنانين والشعراء، ومحط رحال الأدباء، حققت الصحوة، ولن ترضى منها الاستدامة بما دون رفع سقف الانتظارات، وتسريع الخطوات لكسب المزيد من الرهانات.

طنجة، بتتابع لوحاتِ أصيلكِ ألْهِمِينَا، وبنقاءِ شواطئك أمْتعينا، وبامتطائك مَرْكبَ الاستدامةِ لَقِّنِي مُدننا إكسيرَ الاِجْتراءِ على جعل المستحيلات مُمكنات، عَلِّمِيها مَعنى التعبئة والاستماتة، وعَلِّمينَا.