شهدت الفترة الماضية مخاوف كثيرة من متغيرات فيروس كورونا ليصل إلى 4 متغيرات
وفق منظمة الصحة العالمية أخرها متغير دلتا الذى وصفته المنظمة بأنه الأشد خطورة وأكدت
المنظمة أنه ستستمر المتغيرات فى الظهور فى حالة استمرار انتشار الفيروس.
الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، مدير منظمة الصحة العالمية حذر من ارتفاع
الإصابات والوفيات الناتجة عن كوفيد-19 فى جميع أنحاء العالم، لافتًا إلى أنه ذلك يرجع
إلى متغير دلتا شديد العدوى، والذى انتشر إلى 132 دولة.
ووفق المسؤول الأممى أنه تم الإبلاغ عما يقرب من 4 ملايين حالة فى جميع أنحاء
العالم الأسبوع الماضى إلى منظمة الصحة العالمية. وهناك توقعات أن يتجاوز العدد الإجمالى
للحالات 200 مليون حالة فى الأسبوعين المقبلين لافتا إلى أنه زادت العدوى فى كل منطقة
من مناطق العالم، وصلت زيادة بعضها إلى 80% فى الشهر الماضى، كما ارتفعت الوفيات فى
أفريقيا بنسبة 80% خلال نفس الفترة.
وقال الدكتور تيدروس، إن ارتفاع الحالات بسبب زيادة الاختلاط الاجتماعى والتنقل،
والاستخدام غير المتسق للصحة العامة والتدابير الاجتماعية، والاستخدام غير المنصف للقاح.
وأن النظم الصحية فى العديد من البلدان تعانى بشكل متزايد من الإجهاد.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من ظهور متغيرات جديدة للفيروس قائله فى تقريرها
" ظهرت أربعة أنواع مختلفة "مثيرة للقلق"، وسيظهر المزيد طالما استمر
الفيروس فى الانتشار".
وكان مدير منظمة الصحة العالمية أعلن فى وقت سابق عن إنشاء مركز لنقل التكنولوجيا
للقاحات mRNA فى جنوب أفريقيا كجزء من جهود منظمة الصحة العالمية
لتوسيع نطاق إنتاج اللقاحات وتوزيعها فى القارة السمراء.
وأوضح د. تيدروس "لقد اتخذنا اليوم خطوة أخرى إلى الأمام، عبر رسالة نوايا
تحدد شروط التعاون التى وقعها الشركاء فى المركز: منظمة الصحة العالمية؛ مجمع براءات
اختراع الأدوية؛ علم الأحياء Afrigen؛ ومعهد الأحياء واللقاحات فى جنوب أفريقيا؛ ومجلس البحوث الطبية فى
جنوب أفريقيا والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وأضاف د. تيدروس أن هدف منظمة الصحة العالمية يبقى مساعدة كل دولة فى تطعيم
ما لا يقل عن 10% من سكانها بنهاية سبتمبر، و40% على الأقل بنهاية العام الجارى، و70%
بحلول منتصف العام المقبل قائلا " نحن بعيدون جدا عن تحقيق تلك الأهداف، محذرا
إلى أنه أكثر من نصف البلدان بقليل قد لقحت بالكامل 10% من سكانها، وأقل من ربع البلدان
لقحت 40%، و3 دول فقط قامت بتلقيح 70%.
وذكر رئيس منظمة الصحة العالمية أن التوزيع العالمى للقاحات لا يزال غير عادل،
على الرغم من تحذيرات الخبراء ونداءاتهم، وقال أن جميع المناطق لا تزال معرضة للخطر،
بما فيها أفريقيا، وحذر من أنه "فى ظل الاتجاهات الحالية، لن يصل ما يقرب من
70% من البلدان الأفريقية إلى هدف التطعيم بنسبة 10% بحلول نهاية سبتمبر".
الدكتور مايكل راين، المدير التنفيذى لحالات الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية،
قال أنه حتى مع زيادة سرعة الفيروس وتطوره، فإن خطة اللعب لا تتغير، ولكن يجب تنفيذها
بشكل أكثر كفاءة، مضيفا "متغير دلتا هو تحذير من أن هذا الفيروس يتطور، لكنه أيضًا
دعوة للعمل قبل ظهور متغيرات أكثر خطورة".
الدكتورة ماريا فان كيرخوف، أخصائية الأوبئة ورئيسة الفريق التقنى المعنى بكوفيد-19
فى منظمة الصحة العالمية، أوضحت أن متغير دلتا يحتوى على طفرات معينة تسمح للفيروس
بالالتصاق بالخلايا البشرية بسهولة أكبر وأن الخبراء يرون أنه لدى الأفراد المصابين
أحمال فيروسية أعلى، ووصفته بأنه "أكثر الفيروسات خطورة ومن أكثر فيروسات قابلية
للانتقال حتى الآن".
وأضافت كيرخوف: "هناك بعض الدراسات المختبرية التى تشير إلى أن هناك زيادة
فى التكرار فى بعض أنظمة مجرى الهواء البشرى النموذجية" لافته إلى إلى أن هناك
زيادة فى حالات دخول المستشفى فى بعض البلدان المتأثرة بالمتغير، "لكننا لم نشهد
بعد زيادة فى معدل الوفيات".
وذكرت خبيرة منظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من وجود بعض البيانات التى
تشير إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم يمكن أن يصابوا وينقلوا المتغير، فإن الاحتمالية
تقل كثيرا بعد إعطاء الجرعة الثانية ووصولها إلى الفعالية الكاملة.
وحذرت الدكتورة فان كيرخوف أيضًا أن متغير دلتا لا يستهدف اليافعين على وجه
التحديد كما أشارت بعض التقارير، لكنها حذرت من أنه طالما تنتشر المتغيرات، فإنها ستصيب
أى شخص لا يتخذ الاحتياطات المناسبة.
وقالت كيرخوف من مصلحة الفيروس أن يتطور، والفيروسات ليست على قيد الحياة وليس
لديها دماغ للتفكير فى هذا الأمر، لكنها تصبح أفضل كلما زاد انتشارها، لذلك من المحتمل
أن يصبح الفيروس أكثر قابلية للانتقال لأن هذا هو ما تفعله الفيروسات.
وأضافت: "علينا أن نفعل ما فى وسعنا لخفض انتشاره"، مؤكدة على أن
الصحة العامة والتدابير الاجتماعية تعمل ضد متغير دلتا، وأن اللقاحات تمنع المرض والوفاة.