على إثر التصريح الصحفي الذي أدلى به أمس الإثنين المتحدث باسم الخارجية الأمريكية
نيد برايس، والذي أعلن فيه عن عدم رضا الولايات المتحدة على الحكم الذي صدر في حق الصحفي
سليمان الريسوني، المدان بخمس سنوات نافذة، وهو ما يتعارض، حسب قول ذات المتحدث، مع الوعود التي قدمها دستور2011 وجدول أعمال الإصلاح
لصاحب الجلالة محمد السادس، جاء أول رد من محمد صالح التامك المدير العام للسجون، اليوم
الثلاثاء، بصفة شخصية وكدبلوماسي سابق، وليس بصفته الرسمية، كما عبر عن ذلك في مقال
رأي.
وقال محمد صالح التامك: "لا يسعني بصفتي مواطنا مغربيا ودبلوماسيا سابقا
إلا أن أعرب عن استيائي وصدمتي الكبيرين جراء التصريح المهين الذي أدلى به الناطق الرسمي
باسم وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص العدالة المغربية وحرية التعبير، وما كان لهذا
التصريح من مس بكرامتي وبكرامة المغاربة قاطبة".
ثم تساءل: "بأي حق تجرؤ على حشر أنفك في قضية جنائية مغربية صرفة رائجة
أمام القضاء تخص مواطنا مغربيا لقيت عناء في تهجي إسمه، وتذهب إلى حد إعطاء الموعظة
والدروس للمغاربة؟"، مضيفا "كيف تغتر فتسمح لنفسك بالحكم على ما هو مطابق
أو مناف للدستور المغربي؟ وكيف تجرؤ على التمييز بين المغاربة تعلي من شأن بعضهم وتنتقص
من قيمة آخرين كما هو الشأن بالنسبة للضحيتين آدم وحفصة؟".
وتابع: "هل الأمريكيون الذين يتعرضون للاعتداء الجنسي ذكورا كانوا أم إناثا،
هم أعلى شأنا وأكثر آدمية من نظرائهم المغاربة؟ لماذا إيلاء كل هذا الاهتمام لهاتين
القضيتين اللتين خيض فيهما طويلا داخل المحاكم وفي الإعلام؟ و كم كتب هذان الصحفيان
من مقالات وأجريا من تحريات طالتها يد الرقابة؟ وما السر في حرص وزارة الخارجية على
عدم إثارة ما يحدث حاليا في الجزائر أو ما حصل في جنوب إفريقيا خلال الآونة الأخيرة؟".
وزاد قائلا: "لماذا كل هذا التكالب على المغرب في الظرفية الراهنة؟ أليس
هذا تحيزا صارخا وغير مبرر لشرذمة من المتطرفين الإسلاميين واليساريين همهم الواحد
الأحد هو خلق البلبلة والجلبة، وذلك على حساب الغالبية العظمى الصامتة من المغاربة؟".
وأضاف في ختام رده المكتوب: "على ضوء هذه الأسئلة العالقة، أود أن أعرب
عن عميق قلقي بشأن الموقف الذي اتخذه الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية وأتمنى
صادقا أن يكون تصريحه نوتة نشاز، وإلا فإن مجازفته هذه لا تبشر بالخير بالنسبة لمستقبل
العلاقات الأمريكية المغربية".
وسبق للمدير العام للسجون في المملكة أن نبه مؤخرا الخارجية للولايات المتحدة
الأمريكة، إلى خطر البوليساريو على استقرار المنطقة، كما انتقد في مقال رأي موقف واشنطن
خلال جلسة مجلس الأمن في أبريل الماضي والتي تضمن جدول أعمالها ملف الصحراء.
وكانت تصريحات نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية والتي قال فيها "يجب
على المغرب أن يضمن أن الصحفيين يمكنهم العمل دون خوف.. نحن نراقب هذه الحالات عن كثب
مثل عمر الراضي …لقد تحدثنا إلى الحكومة المغربية وسنواصل القيام بذلك"، هذه التصريحات
خلفت ردود أفعال داخليا، حيث اعتبرها البعض تدخل في السيادة الوطنية، واعتبر مراقبون أن ما جاء على لسان نيد برايس هو
ترجمة للتغريدة التي نشرها وزير الخارجية أنطوني بلينكن حول ما دار بينه وبين نظيره
المغربي ناصر بوريطة في روما، حيث ركز على أنهما تباحثا الوضع الحقوقي في المملكة وحرية
الصحافة.