بقلم حورية اقريمع
...على ما يبدو أن خطة
لبنى كانت محكمة جدا...فقد بدأت بالحديث مع نجوى على هواياتها المفضلة حتى ساقتهما
أقدامهما خارج أسوار الحي الجامعي...
قالت نجوى: لم نتفق على ذلك يا لبنى
كان شرطي في الخروج برفقتك ألا نبرح حديقة الحي وها نحن هنا...هيا لنعود رجاء....
لم تمهلها لتكمل كلامها وقالت مخاطبة: مفاجأة...هذا
جلال زميلنا في الفصل يريد التعرف إليك عن قرب...
أحست نجوى بعرق غزير يغزو سائر جسدها وبقشعريرة ارتعدت لها فرائصها نظرت بجانبها
إلى لبنى فوجدتها قد اختفت وكأنها البرق....تركتها مع هذا السفاح الذي لا يعرف إلا
لغة الجسد أمسكها من ذراعها وحاول جرها إليه بدأت بالصراخ ماهذا يا جلال إلى أين تأخذني
بحق السماء ؟!! وماهي إلا ثوان معدودة حتى وقفت سيارة من نوع فورد ترجل منها شخص اخر
وجرها من شعرها ودفعها بقوة الى الداخل وهي تصرخ ....تستنجد...حتى بح صوتها...كان كل
شيء ينزل عليها كالصاعقة أصبحت لا تفهم ما
يقول ...ولا تعي ما يدور حولها شعرت بضربة
كف على وجهها وصوته يصرخ عليها حتى فقدت الوعي
على أثره من شدة الخوف...وبعدما استعادت وعيها كانت السيارة لازالت تطوي الأرض ...
فجأة إذا بهم في مكان مظلم...لا تعرفه أقرب ما يكون إلى غابة...رماها من السيارة ...حاولت الهروب منه لكنها لم تفلح...لكن
كيف لأحد أن يسمع صراخها وقد خيم الليل البهيم...انتبهت بجانب قدمها...بالكاد تسللت
من بين يديه شجته في مقدمة رأسه انفجر الدم كأنه الشلال تركته غارقا في شلاله الدموي وهرولت مسرعة تبغي طريق العودة ...وبعد ما يربو من الساعتين وصلت الحي الجامعي ثم إلى غرفتها
ارتمت على سريرها حتى انهارت بالبكاء...تناهى لسمعها صوت المؤذن يؤذن لصلاة الفجر
" الصلاة خير من النوم"
توضأت وصلت وبدأت بالاستغفار والدعاء ولوم نفسها...ياااا إلهي.. رحمااااك...رحماااك
يااارب
ساعتها هدأت روعتها وانتظمت دقات قلبها وبدأت صفارات الإنذار تخفت شيئا فشيئا
حتى تلاشت من مسمعها....
ومنذ ذلك اليوم...قررت بينها وبين نفسها ألا تكون طعما سائغا لكل من هب ودب...وأن
تسير على الدرب....
يتبع..