بقلم الأستاذ حميد
طولست
هناك دول لا يمكن
انكسارها أو استسلامها أمام أي قوى طامعة في الهيمنة والتوسع والنفوذ على حساب مصالحها
مهما كانت، بحكم وضعها التاريخى والحضارى وأهمية موقعها الجغرافي ، والمغرب بفضل الله
واحد من تلك الدول ذات الأهمية الجيواستراتيجية
والمشارع الوطني والقومي المبني على أساس من المصالح المشتركة في الحرية والعدل والمساواة
والتقدم والازدهار والسيادة والاستقلال ، التي مكنته من أن يكون له الدور والكلمة المؤثرة
والمسموعة، على مستوى المنطقة الإفريقية والعربية والعالم وجعلته لا يصمت على أى إستهتار
بأمنها وسلامتها ، ويكون رد فعله قاسيا وعنيفا على من يتجرأ على الإستعداء عليها أو
المس بسلامتها ، ويعمل بكل طاقته على استرداد حقوقه والأخذ بثأره ، ويغريم المعتدي
الثمن الباهظ ، إن عاجلا أم آجلا، و مهما كانت العقبات والتحديات.
وبناء على ما سبق
، ليس من مصلحة أي قوة ،كانت، أن تستعديه أو تهينه ، أو تستهين أو تستخف بمكانته التاريخية
والجغرافية المميزة التي خصه الله بها ، كما حدث مع الكيان الاستعمارى الإسباني وحليفه
البرلمان الأوربي ، اللذان اختارا خندق العداء لمصالحه العليا ، والتجرؤ على محاولة
الاعتداء عليها ، بغية إحباط غاياته وأهدافه في البناء والإنجاز، وتحقيق التقدم والنمو
والإزدهار، وتكريس الأمن والإستقرار، وتثبيط عزيمته على لعب دور الشريك المتعاون والفعّال
في حماية المصالح المشتركة بينه وبين الدول الأوربية، لتوهمهما أن المغرب لازال من
بين الدول التي تعيش سنوات الضعف والوهن والإستسلام ، فجاءتهما الرد/الصدمة ، بكون
المغرب أصبح من الدول التي استقام حالها ، وتلمست طريقها ، وتبينت دورها نحو التحرر
والإستقلال والسيادة ، وتحول من حالة الإنفعال والمفعول به، إلى حالة الفعل والبناء
والإنجاز، وتحقيق التقدم والنمو والإزدهار، وتكريس الأمن والإستقرار، بقيادة الملك
محمد السادسه ، ودعم وتضامن من الشعب المغربي الذي وفر شروط المواجهة والإنتصار ، التي
تكسرت على صخرتها الصامدة كل المشارع الاستعمارية الصليبىة البائدة لإسبانيا، وحليفها
البرلمان الأوربي ، اللذان لاشك أنه استقر فى وعيهما وادراكهما القاعدة الذهيبة التي
لخصها وزير الخارجية المغربي السيد ناصر بوريطة بكلماته الهادئة الواضحة : إن
"مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس" والمقولة القوية المملوءة بالثقة والشجاعة
والمسؤولية والاعتزاز والتحرر ، التي جعلها المغاربة مبدأ من أهم مبادئ رفضهم للهزيمة
والاستسلام ولي الدراع ، والتي قال فيها السيد بوريطة: "منطق المعلم والطالب والتهديد
بالعقاب لم يعد يعمل مع المملكة" فاضحا بها أكاذيب الشعارات والمواثيق التي يتغنى
بها بالبرلمان الأوروبي والتي ليست إلا مساحيق لتجميل البشاعة التي تخفيها شعارات حقوق
الإنسان وتقرير المصير ومناهضة الإرهاب والاتجار في البشر.
وفي الختام أجدني
مضطرا أمام ما آل إليه حال البرلمان الأوروبي ، إلا أن أذكر القارئ الكريم بالمثل العربي
المحدد للمبادئ العامة لخلق الاحترام الذي
هو احترام الذات ، والقائل : "من لا يحترم نفسه يصعب عليه احترام غيره".