بقلم الكاتبة الروائية حسناء وهابي
طرقت ليلى الباب ، ووجدت نفسها داخل مكتب المحامي بعدما استقبلتها
الكاتبة ريهام ، رن هاتف ريهام : - السلام عليكم ريهام ، هل وصلت المدعية ؟
- للتو سيدي !
- رتبي تلك الفوضى العارمة
التي اجتاحت المكتب ثم اكتبي مقالا افتتاحيا بخصوص الدعوى .
كان المتصل هو السيد المحامي ، وبينما المدعية تفضفض للكاتبة حتى دق جرس الباب
السيد المحامي ، أسرعت ريهام لتفتح الباب ،
ثم شرعت في عملها ، وبعدما أكملته ، جلست تستمع للجلسة التي دارت بين المدعية ليلى والسيد المحامي خالد ، لكن الكاتبة ريهام كان
لها موقف مغاير لموقف السيد خالد والآنسة ليلى
، رغم صغر سنها إلا أن الحياة أبت أن تترك لها تجربة إلا وخاضتها وتعلمت درسها وكل
ضربة كانت تأتيها تزيد من نضجها وتقوية عصاميتها وإصابة فراستها ، فالتزمت الصمت كما
على عادتها ، إلى أن أكمل الأصدقاء الجلسة ، لكنهما لم يصلا إلى أي حل ، والحل كان
بيد ريهام .
بعدما خرج السيد خالد من مكتبه ، ربتت ريهام بيدها الحنونة على كتف ليلى ، وقالت
: - أرجوك ياليلى لا تفعلي مانصحك به المحامي
- لكنني أعيش ضغط نفسي
قاهر
- بل إنك
في حاجة إلى حضن دافئ ، إلى أذن صاغية
، إلى قلب رحب .
- بلى ( قالتها والدموع
تنهمر من على وجنتيها الصفراوتين ).
قامت ريهام من مكانها بسرعة البرق ، وعانقت المدعية ليلى وهي تسرد لها مساوئ
المحكمة ، والعراقيل التي تواجهها في الجلسات ووقوفها أمام القاضي ، ونعت المطلقة بأقبح
الصفات ، واستغلالها . واستمر العناق لوقت طويل ، والكاتبة ريهام تسرد لها أحداثا مهمة
، وصاحبتنا تنفرج غمتها شيئا فشيئا ، إلى أن قامت من مكانها وقالت ( اسمعي يا ريهام ، أنا أحب زوجي كثيرا ، رغم عصبيته إلا أنني أحبه
واشتقت له ، سأنتظر لمدة ثم أكلمه وأعود لبناتي وبيتي ...) لكن المفاجأة الكبرى أن
زوجها عبد الحي امتنع عن ذلك ، كونها تركت البنتين رنيا و لبنى بدون ولي وغادرت بيت
الزوجية .
وبعد كر وفر ألتمس لها العذر ، و صفح عن ما مضى ، وعادت الحياة تسقى بماء حبهما
وأسرتهما .