بقلم حورية اقريمع
...دق جرس الإنذار مدويا
في نفسها...وانهالت الأسئلة عليها من كل جوانحها...يااا إلهي....ماذا أعددت لسؤال ربي
ومولاي وسيدي....لا شيء أبدا.!!!.....لا شيء البتة !!!...لا رصيد أنجو به...!! ولا
زاد أتزود به....!!
وفجأة مدت لها يد...فأمسكت بها جيدا...وسحبتها بقوة من ذلك البحر الهائج ورمت
بها في بحر التوبة الصافي فخرجت منه وكأنها
ولدت من جديد....
فتحت عينيها...فوجدته أمامها...إنه عمر يبتسم لها...وقد مد لها كتابا تحت عنوان"
زورق الإيمان " أخذته وعادت مسرعة أدراجها إلى غرفتها بالحي الجامعي...دلفت الغرفة
...فتحت النافذة ...فإذا بصوت إمام المسجد يهز كيانها...وكلمات بارئها تؤثر في مسمعها...وكأنها
تسمعها للمرة الأولى...ما أشد تلك الكلمات وما أعذبها.. خرت ساجدة لربها...
لوهلة تذكرت الكتاب وما أن فتحته حتى انسابت دموعها الحرى...بقيت على حالتها
تلك طوال الليل...وفي الصباح وبعدما فتحت عينيها وجدت رسالة على متصفح هاتفها...إنه
عمر ابن خالتها وأخوها من الرضاع يسأل عن حالها...بعدما تركته في المقصف جالسا وحده مساء أمس دون سابق إنذار....
خرجا إلى الكلية سويا....وكانت وكأنها الصفاء بعينيه...فقد رفرقت رحمة الله
ومنته عليها....خرجت وكأنها فتاة أخرى لا تكاد تعرفها...بلباسها الذي يكسوها من مقدمة
رأسها إلى أخمص قدميها...أمسك بيدها وعانقها بحرارة وقال ممازحا...: إنها الحياة يا
صفاء...ما أحلى الحياة في القرب من الله...
أجابته : بلى يا عمر...إنه زورق الإيمان....