adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/06/25 - 9:00 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست

ليس بغريب أن تتمكن التلميذات المغربيات هذه السنة كما في السنوات الفارطة أيضا من التفوق على التلاميذ الذكور ، في امتحانات الباكالوريا كما فعلن على مدى الثلاث سنوات الأخيرة والتي احتلت فيها الأنثى المراتب الأولى وحصلت على المعدلات العليا جهويا ووطنيا ، حيث كان 19,53أعلى معدل على المستوى الوطني من نصيب التلميذة أمينة ازروال من بين 68,43% من الناجحين الذين شكلت الإناث من بينهم نسبة 55,54 %،  من مجموع الناجحين، مكرسة وأخواتها التلميذات واقعا يمضي نحو “المسلمات” يرفع من حظوظهن في ولوج المدارس العليا والجامعات ، الذي عرف اكتساح نون النسوة في نسبة النجاح في امتحانات الوظيفة خاصة في قطاع التربية والتعليم للأساتذة أطر الأكاديميات بـ83 في المائة، مقابل 17 في المائة فقط للذكور.

وكما اشرت في البداية أن تفوق التلميذات على التلاميذ الذكور ليس بالأمر الغريب ، وذلك وبكل بساطة لأن التلميذات -وحسب تجربتي الممتدة على 32 سنة في تدريس الجنسين - يتميزن في الغالب الأعم عن الذكور ، بالانضباط والجديةً والالتزام والتنافسية والاحترام مع الانخراط في أداء الواجبات المدرسية، والمشاركة في الأنشطة الموازية المتؤثرة في مستوى التعلم والتحصيل، ما انعكس إيجابا على النتائج التي حصلت فيها الإناث على أعلى المعدلات المسجلة على المستوى الوطني، سواء في التعليم العمومي أو الخصوصي؛

وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال، أن الإناث أكثر ذكاء منَ الذكور ، بل يكمن الاختلاف بينهما، كما أجمع على ذلك الكثير من المدرسين وورجال التربية، في جدية الأنثى وإصرارها على طلب التفوق والحصول على أعلى العلامات المُستحقة، حتى أن الكثيرات منهن  يتأسفن ، بل و يبكين ، إن هن لم يحققن التفوق ، بينما نادِرا ما يأسف غالبية الذكور على ضياع فرص الحصول على علامات التميز ، وذلك لقلة جدية بعضهم وندرة انضباط وفرطِ تهور البعض الآخر، إلى جانب عوامل أخرى ذاتية ومُجتمعية لها صلة بـثقافة غرور التفوق الذكوري الذي يزيد من قابلية استهتار الذكر بالواجبات والتعليمات، وعدم اعارة الإهتمام اللازم للنتائج  مقارنة بالأنثى .

وقد تفاوتت في هذا الشان نظرة العامة والاختصاصيين ، في قضية تفوق التلميذات المغربيات على الذكور في الامتحانات عامة واباكالوريا هذه السنة وسابقاتها ، واختلفت الرؤى ووجهات النظر حول أسباب ما اعتبروه ظاهرة غريبة ، وذهبوا فيها مذاهب شتى ، أعطى الكثيرون منهم تفسيرات مختلفة ومتنوعة لها، حيث أرجعها بعض التربويين إلى عوامل اجتماعية وثقافية، وبالأساس التمثلات الاجتماعية لدور الأنثى ودور الذكر ، وما يتطلب ذلك من ممارسات وأعمال خارج البيت بالنسبة للذكر، وداخل البيت بالنسبة للأنثى ، واختصرها بعض المختصين النفسيين في كل ما هو لاشعوري لدى الأنثى التي جبلت على الكد والجد، والتوق دوماً لأعلى مراتب المجد والتطلع لبلوغ المعالي رغبة في تغيير واقعها ، بينما اعتقد الكثير غيرهم من الناس العاديين خاصة ، بأن المسألة ترجع بشكل كبير، إلى أن الذكور يقضون جزء كبيرا من يومهم خارج البيت مقارنة مع الإناث اللواتي يقضين وقتا كافيا بالبيت يستغلنه في مراجعة الدروس.

وكيفما كان الحال فإن فتياتنا الناجحات يستحقن جميعهن منا التهاني الحارة على جدهن ومثابرتهن التي لاشك أنها كانت وراء تلك المعدلات القياسية  ، ونخص منهن بالذكر التلميذة أمينة أزروال صاحبة 19،53 أعلى معدل وطني ، والتلميذة الركيك ضحى49، 19 وبخريص ندا بــ48، 19 وزروالي إيمان بـ 46،19 ومداق شيماء بــ 42،19 والبوصيري مروى بـ34، 19وشوقي شيماء بــ33، 19 وحمودة دعاء بـــ32،19 وآيت الحسين1 آية بــ 32،19

واعتذر عن عدم ذكر أسماء كل التلميذات المتفوقات والحاصلات على المعدلات المشرفة ، التي لاشك ذكر بالمعدل القياسِي الذي أحرزته في السنة الماضية التلميذةٌ المغربيَّة مريم بورحيل سنة 2014 بفرنسَا  ، والتي لمْ تكتفِ بمعدل يضمنُ لها الميزة المتقدمة في الشهادة، بل حصلت على معدل 21.03 منْ 20 ، لتكُون بذلك الأولَى على أكاديميَّة منطقة "بيكاردْ"، الواقعة في الشمال الفرنسِي.

وفي الأخير يسعدني أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات لكل الذين اجتازوا امتحانات الباكالوريا بنجاح ، واقدم للمتفوقين وأسرهم أخلص التهاني ، على الجهود المتواصلة التي أهلتهم لهذا النجاح المستحق ،وأتمنى للذين سيجتازون الدورة الاستدراكية التوفيق في امتحانات الباكالوريا ، بوابة دروب العلم ، ومسالك العلا التي لا تنال إلا بالصمود والمثابرة والحفر في الصخر ، وألف مبروك.