بقلم الأستاذ حميد
طولست
أكثر ما حيرني في
رمصان هذه السنة ، كما فعل بي في سابق الرمضانات ، هو تباين مواقيت ليلة القدر بين
العديد من بلاد المسلمين ، التي أصبح للكثير منها ليلة قدر خاصة به، الأمر الذي عظم
الأثر وضخم الوقع في نفوس المؤمنين ، وأشعرهم بالحسرة والأسى والألم ، ودفع بهم للتساؤل
، عن أسباب تباين مواقيت المناسبات الدينية في العديد من بلدان العالم العربي والإسلامي،
وعدم توحد مطالع أهلتها ، وما ينتج عنه من بدايات مختلفة متعددة ، بدل بداية واحدة
موحدة بينها جميعها ، والتي وجد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أنفسهم أمام ثلاثة أو أربعة ليال القدر، بذل ليلة قدر واحدة
، في أمة ربها واحد وكتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة وشريعتها واحدة، ومن المفروض
أن تكون مناسباتها الدينية واحدة موحدة المواقيت ، الأمر الغير مستحيل مع اعتماد الحساب
الفلكي، الذي أصبح لعلمائه في عصرنا ، باع طويل بما يمتلكون من معدات ووساءل مادية
وعملية ونظريات رياضيىة في تحصيل المعرفة وتطبيقها في مجالات الحياة المتعددة وخاصة
في مجال الأجرام السماوية المرئية واللامرئية ، كالتلسكوبات العملاقة القادرة على تحديد
مواقع الأجرام في أبعد أفلاكها ، ولديهم مراكز أبحاث علمية غاية في الرصانة والفخامة
مزوَّدة بأحدث المعدات التكنولوجية لرصد لمساراتها ودورانها ، التي تمكن ،حتى الإنسان
البسيط، من تحديد مواقيتها بدقة مذهلة.
ألم يحن بعد وقت
توقوف فقهاء الأمة الإسلامية عند ما يطال مناسبات بلدان العالم الإسلامي الدينية من
تباين في تحديد مواعد مناسباتها الدينية ، كشهر رمضان وليلة القدر وعيد الفطر وعيد
الأضحى ، والاتفاق على تأسيس هيئة من العلماء معنية برؤية الهلال وتوحيد بدايات الشهور
الهجرية في الأقطار الإسلامية، يكون مقرها مكة المكرمة باعتبارها قبلة المسلمين كافة،
وتعميم ما تقره على كافة الأقطار الإسلامية وعلى كل المسلمين في أرجاء المعمور.