صمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس خلال يومه الأول وحتى صباح اليوم السبت،
في حين بدأ سكان غزة لأول مرة في تقييم حجم الضرر الذي أحدثته الجولة الأخيرة من الصراع.
بالنسبة لعشرات الآلاف، كانت الخطوة الأولى هي مغادرة المدارس التي تديرها الأمم
المتحدة، حيث لجأ ما لا يقل عن 75 ألف شخص إليها كمأوى للحماية من الضربات الجوية الإسرائيلية.
وخرجت بعض العائلات أمس حاملين أكياسا وبطانيات متجهين إلى منازلهم على أمل
أن تكون قائمة وصالحة، أما آخرون فيدركون أنه لم يعد هناك شيء قائم للعودة إليه.
وكشف وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي، أن "العدوان الإسرائيلي دمر
15 مصنعا في المنطقة الصناعية في قطاع غزة، والخسائر الأولية تقدر بملايين الدولارات".
وأضاف العسلي في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، اليوم السبت، أن المصانع
المستهدفة لا علاقة لها بأي عمل عسكري، وتختص بتصنيع منتجات مختلفة يتم تصديرها إلى
الخارج، منوها إلى أن حصر الأضرار والخسائر بصورة نهائية يحتاج الكثير من الوقت.
ووعد وزير الاقتصاد الفلسطيني بتقديم كل المساعدات الممكنة للقطاع، ولكل المحافظات
المتضررة، لافتا إلى أن تعليمات القيادة الفلسطينية تؤكد على "تقديم كل ما يخفف
من معاناة ابناء شعبنا في القطاع".
وكانت وكالة "الأونروا" قد أعلنت أن الخسائر المادية الأولية في غزة
بلغت عشرات الملايين من الدولارت، إضافة إلى تسببها في نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني،
لجأ منهم 28 ألفا و700 إلى مدارس تابعة للوكالة، كما تسبب قصف غزة بأضرار بنحو 40 مليون
دولار للمصانع والمنطقة الصناعية للقطاع ومنشآت صناعية أخرى، بالإضافة إلى أضرار بلغت
22 مليون دولار لقطاع الطاقة، كما قدرت وزارة الزراعة في غزة الأضرار بنحو 27 مليون
دولار شملت الأراضي الزراعية.
إلى ذلك قال مصدر مطلع، اليوم السبت، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
سيزور إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، يومي الأربعاء
والخميس، في إطار جهود واشنطن لترسيخ التهدئة في قطاع غزة.
ولم ينشر المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون والفلسطينيون البرنامج الكامل
لزيارة بلينكن. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت عن زيارته يوم الخميس، قائلة
إنه "سيناقش جهود الإعمار والعمل معا لبناء مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين".
من جهة أخرى، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، أن "الحل الوحيد"
الممكن للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو قيام دولة فلسطينية، تعيش جنبا إلى جنب مع
إسرائيل، مشددا في الوقت نفسه على التزامه بأمن إسرائيل، وضرورة أن تعترف المنطقة
"بشكل لا لبس فيه" بالدولة العبرية.
وقال بايدن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن في البيت
الأبيض "لا تغيير في التزامي أمن إسرائيل. نقطة على السطر. لا تغيير على الإطلاق"،
مشددا بالمقابل على أن "التغيير هو أننا ما زلنا بحاجة إلى حل الدولتين. هذا هو
الحل الوحيد".