adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/05/26 - 11:11 م

 بقلم عبد الحي الرايس

الاستدامةُ شعارُ العصر، أوْجبتْها التحولاتُ السريعة والتهديداتُ المتواصلة بنضوب الموارد، وتفاقُم المخاطر.

اهتدى إليها أقوامٌ فاتخذوها تحدياً يضمن البقاء، عَدَّدُوا الرهانات، وأعلنوا الأهداف، وساروا على درب التفعيل وتجاوُز الذات.

أعْملوا الفكر، ووظفوا التقنيات، راكموا الخبرات، ولاحقوا الخطوات .

فَتَجِدُ المدنَ عندهم تُبَدِّلُ حالها وتتدارك أخطاءها باستمرار:

ـ طغى عليها الإسمنتُ في حِقبة فَشَاهَ منظرُها، وتلوَّث هواؤها، واختلَّ توازنُها، وتعالتْ بها الأصواتُ مُنبهة إلى اعتلال أجوائها وتزايد أدْواء سكانها، فصار الهاجسُ هدمَ البُنيان، ورفْعَ نسبة الاخضرار، والسعْيَ المتواصلَ لتدارك الأخطاء، وإحاطتها بغاباتٍ حضريةٍ وأحزمةٍ خضراء.

ـ اتسعت شوارعُها وصارت حلبة لسباق السيارات بها، ضاقتْ أرصفتها ولم يَعُدِ المُشاة يأمنون على أنفسهم فيها، فصار الرهانُ تأهيلَ نقل حضري يُغري بالاستعمال، ويُزهِّدُ فيما سواه، وتَعْدادَ فضاءات التشجيع على التنقل الذاتي: راجلين، ومُستعملي دوَّاساتٍ ناعمة، ودرَّاجين.

خَطَّطتْ لاستدامتها وإعادة تهيئتها على الآمادِ القريبة والمتوسطة والبعيدةـ وصارت في كل فترة تُحَيِّنُ مخططاتها، وتُسَرِّعُ خطواتها.

فاستطاب الناس رغد الحياة بها، وصارت مضربَ المثل لغيرها، وباعثاً على ارتيادها، وتزايد أعداد قُصَّادها والمُنْبهرين بها.

 

وَوَهَنَتِ الإرادةُ لدى أقوامٍ فصاروا يُقْبِلُونَ على بعضهم يتلاوَمُون، لِكُلِّ إصلاحٍ وتغييرٍ يُرْجئون، ومن كل مسؤولية يتنصلون، وعلى الآتي يُعوِّلون، وبتوفر الموارد والإمكانيات يرْهنون.

وما دَرَوْا أن مسيرة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى، وأن الاستدامة رؤية وحكامة وتصميم، وأن الْمُضِيَّ فيها إصْرارٌ وتبصُّرٌ وحُسْنُ تَدْبير .